للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

هو إشارة إلى إنكاره ما جاء في الحديث: ما أدركت الناس إلا وهم يلعنون الكفرة في رمضان (١). وقد يحتمل أن يكون على وجهه، وهو معنى قوله في "المدونة" (٢): "لا أرى أن يعمل به، ولا يقنت في رمضان ولا غيره ولا في الوتر أصلاً". وروى ابن وهب (٣) عنه استحباب ذلك في النصف الآخر من رمضان. ونحوه في رواية السبائي (٤) عنه، وفي المبسوط" مثله.

وقوله: "الذي كان عليه الناس الطرد (٥)؛ يقرأ الرجل خلف الإِمام". ثبتت هذه اللفظة لابن لبابة، وطرحها ابن وضاح ولم يعرفها. ولم تكن في كتب شيوخنا (٦). ومعناه ما فسره بعد من اتصال قراءة بعضهم لبعض (٧).

وقوله (٨): "ليس ختم القرآن بسنة"، أي ليس لها حكم السنن, ولم يرد أنها بدعة، وتمام كلام ربيعة يبينه (٩)، لكنه مما يستحب ويرغب (١٠) فيه، وقراءة الطرد تدل عليه، ولا يجتمع فيه لغير الصلاة كما مضى عليه


(١) هذا كلام الأعرج، وهو في الموطإ في كتاب الصوم باب ما جاء في قيام رمضان.
(٢) المدونة: ٢٢٤/ ١.
(٣) وهو في التبصرة: ٢/ ٢٠ ب، وانظر الإكمال: ٢/ ٦٥٨.
(٤) في ق: الشيباني، وهو محمَّد بن يحيى أبو عبد الله السبائي، يعرف بفطيس بن أم غازية. روى عن مالك الموطأ وسمع منه مسائل معروفة. روى عنه قاسم بن هلال. توفي ٢٠٦. (انظر ابن الفرضي: ٢/ ٦٢٩ والجذوة: ١/ ١٥٩ والمدارك: ٣/ ٣٤٥). وعزا له الباجي قوله هذا في "المدنية" كما في المنتقى: ١/ ٢١٠.
(٥) في ق: الصرد، وأشار في الحاشية أن في نسخة أخرى: الطرد. ومرض على الكلمة في ز.
(٦) وليست في الطبعتين.
(٧) كذا في ز، وفي خ وق وع: ببعض. ونص المدونة في ١/ ٢٢٣/ ١٢: "قال: والذي كان عليه الناس، يقرأ الرجل خلف الرجل من حيث انتهى الأول، ثم الذي بعده على مثل ذلك. قال: وهذا الشأن، وهو أعجب ما فيه إلي".
(٨) المدونة: ١/ ٢٢٣/ ٩.
(٩) نص المدونة: "وقال ربيعة في ختم القرآن في رمضان لقيام الناس: ليست بسنة، ولو أن رجلاً أم الناس بسورة حتى ينقضي الشهر لأجزأه ذلك عنه. وإني لأرى أن قد كان يؤم الناس من لم يجمع القرآن".
(١٠) في خ: ومرغب، وصحح عليه وأشار في الحاشية أن في نسخة أخرى: ويرغب.