للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٧ - وكما حدثنا ربيع المؤذن قال: ثنا يحيى بن حسان قال: ثنا حماد بن سلمة … فذكر بإسناده مثله، غير أنه لم يرفعه إلى النبي ، وأوقفه على ابن عمر (١).

فقال هؤلاء القوم (٢): إذا بلغ الماء هذا المقدار لم يضره ما وقعت فيه من النجاسة، إلا ما غلب على ريحه أو طعمه أو لونه.

واحتجوا في ذلك بحديث ابن عمر هذا، فكان من الحجة عليهم لأهل المقالة التي صححناها أن هاتين القلتين لم يبين لنا في هذه الآثار ما مقدارهما.

فقد يجوز أن يكون مقدارهما قلتين من قلال هجر، كما ذكرتم، ويحتمل أن تكونا قلتين أريد بهما قلة الرجل، وهي قامته، فأريد إذا كان الماء قلتين أي: قامتين، لم يحمل نجسا لكثرته، ولأنه يكون بذلك في معنى الأنهار.

فإن قلتم: إن الخبر عندنا على ظاهره، والقلال هي قلال الحجاز المعروفة.

قيل لكم: فإن كان الخبر على ظاهره كما ذكرتم، فإنه ينبغي أن يكون الماء إذا بلغ


= وأخرجه أحمد ٤٧٥٣، وعبد بن حميد ٨١٨، وابن ماجة ٥١٨، والدارقطني ١/ ٢٢، والحاكم ١/ ١٣٤، والبيهقي ١/ ٢٦٢ من طرق عن حماد بن سلمة به بزيادة أو ثلاثا بعد قلتين.
وقال الحافظ في التلخيص ١/ ١٨: وسئل ابن معين عن هذه الطريق (يعني طريق حماد بن سلمة عند أحمد) فقال: إسنادها جيد، قيل له: فإن ابن علية لم يرفعه، فقال: وإن لم يحفظه ابن علية فالحديث جيد الإسناد.
(١) إسناده حسن كسابقه.
أخرجه ابن أبي شيبة ١/ ١٤٤ قال: حدثنا ابن علية عن عاصم بن المنذر عن رجل عن ابن عمر قال: إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل نجسا أو كلمة نحوها.
(٢) قلت أراد بهم: الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبا ثور، وأبا عبيد ومن تبعهم، كما في النخب ١/ ٢٠٩.