للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فيكون حديث حيان على صلاة المسافر في الأمصار، وحديث صفوان على صلاته في غير الأمصار، وسنبين الحجة في هذا الباب في آخره إن شاء الله تعالى.

وأما ما روي عن عائشة في ذلك.

٢٣١٣ - فإن أبا بكرة حدثنا، قال: ثنا روح، قال: ثنا ابن جريج، قال: أنا ابن شهاب، قال: قلت لعروة: ما كان يحمل عائشة على أن تصلي في السفر أربعا؟ فقال: تأولت ما تأول عثمان في إتمام الصلاة بمنى (١).

وقد ذكرنا ما تأول في إتمام عثمان الصلاة بمنى فكان ما صح من ذلك هو أنه كان من أجل نيته للإقامة. فإن كان من أجل ذلك، كانت عائشة تتم الصلاة، فإنه يجوز أن تكون كانت لا تحضرها صلاة إلا نوت إقامة في ذلك المكان، يجب عليها بها إتمام الصلاة، فتتم الصلاة لذلك. فيكون إتمامها وهي في حكم المقيمين، لا في حكم المسافرين.

وقد قال قوم (٢): كان ذلك منها لمعنى غير هذا، وهو أني سمعت أبا بكرة يقول: قال أبو عمر: كانت عائشة أم المؤمنين فكانت تقول: "كل موضع أنزله، فهو منزل بعض بني"، فتعد ذلك منزلا لها، وتتم الصلاة من أجله.


(١) إسناده صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق (٤٢٦٧)، وابن أبي شيبة ٢/ ٢٠٦ (٨١٨١)، والدارمي (١٥٥٠)، والبخاري (١٠٩٠)، ومسلم (٦٨٥) (٣)، وابن خزيمة (٣٠٣)، والبيهقي ٣/ ١٤٣ من طرق عن الزهري به.
(٢) قلت أراد بهم: أبا عمر حفص بن عمر الضرير شيخ البخاري، وأبا بكر بكار القاضي، وغيرهما -رحمهما الله-، كما في النخب ٨/ ٤٤٦.