للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقد بين في هذا الحديث المعنى الذي من أجله كرهها من كرهها للصائم، وأنه إنما هو خوفهم عليه منها أن يجرهم إلى ما هو أكبر منها، فذلك دليل على أنه إذا ارتفع ذلك المعنى الذي من أجله منعوه منها أنها له مباحة.

٣١٨٣ - وقد حدثنا محمد بن خزيمة، قال: ثنا هشام بن إسماعيل الدمشقي العطار، قال: ثنا مروان بن معاوية، عن أبي حيان التيمي، عن أبيه، قال: سأل عمر بن الخطاب علي بن أبي طالب عن قبلة الصائم، فقال علي: يتقي الله ولا يعود. فقال عمر : إن كانت هذه لقريبة من هذه (١).

فقول علي: "يتقي الله ولا يعود: يحتمل ولا يعود لها ثانية". أي: لأنها مكروهة له من أجل صومه، ويحتمل ولا يعود أي لا يقبل مرة بعد مرة، فيكثر ذلك منه، فيتحرك به شهوته، فيخاف عليه من ذلك مُوَاقعة ما حرم الله عليه، وقول عمر هذه قريبة من هذه، أي: إن هذه التي كرهتها له قريبة من التي أبحتها له، وإن هذه التي أبحتها له قريبة من التي كرهتها له، فلا دلالة في هذا الحديث، ولكن الدلالات فيما تقدمه مما قد ذكرناه قبله.


= وأخرجه ابن أبي شيبة ٢/ ٣١٦ (٩٤٢٥) من طريق ابن أبي ذئب، عن الزهري به.
(١) إسناده صحيح.