للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حتى إذا استوت به على البيداء، ورسول الله بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله ما عمل من شيء عملنا به، فأهل بالتوحيد وأهل الناس بهذا الذي يهلون به ولم يرد رسول الله عليهم شيئا، ولزم رسول الله تلبيته قال جابر: لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة حتى إذا كنا آخر طواف على المروة، قال: إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي، وجعلتها عمرة، فمن كان ليس معه هدي فليحلل وليجعلها عمرة فحل الناس، وقصروا إلا النبي ، ومن كان معه الهدي. فقام بن مالك بن جعشم فقال: يا رسول الله! عمرتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد؟ فقال: فشبك رسول الله أصابعه في الأخرى فقال: "دخلت العمرة هكذا في الحج مرتين، فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبي ، ومن كان معه هدي" (١).

وقول سراقة هذا للنبي ، وجواب النبي إياه يحتمل أن يكون أراد به عمرتنا هذه في أشهر الحج للأبد، أو لعامنا هذا؛ لأنهم لم يكونوا يعرفون العمرة فيما مضى في أشهر الحج ويعدون ذلك من أفجر الفجور، فأجابه رسول الله وقال "هي للأبد".


(١) إسناده صحيح.
وأخرجه مطولا ومختصرا عبد بن حميد (١١٣٥)، والدارمي (١٨٥٠ - ١٨٥١)، ومسلم (١٢١٨) (١٤٧)، وأبو داود (١٩٠٥)، وابن ماجه (٣٠٧٤)، وابن الجارود (٤٦٩)، وابن حبان (٣٩٤٤)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٢٤٣٤)، والبيهقي في السنن ٥/ ٦ - ٩ من طرق عن حاتم بن إسماعيل به.