للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نفسها قالت وكانت امرأة حلوة ملاحة، لا يكاد يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله تستعينه في كتابتها، فوالله ما هي إلا أن رأيتها على باب الحجرة فكرهتها، وعرفت أنه سيرى منها مثل ما رأيت فقالت: يا رسول الله! أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من الأمر ما لم يخف عليك فوقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس، أو لابن عم له، فكاتبته، فجئت رسول الله أستعينه على كتابتي، قال: "فهل لك في خير من ذلك" قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: "أقضي عنك كتابتك وأتزوجك" قالت: نعم قال: "فقد فعلت". وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله تزوج جويرية بنت الحارث، فقالوا: صهر رسول الله ، فأرسلوا ما في أيديهم، قالت: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فلا نعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها (١).

قال أبو جعفر: فبينت عائشة رضي الله تعالى عنها العتاق الذي ذكره عبد الله بن عمر، أن النبي تزوجها عليه، وجعله مهرها كيف هو؟ وأنه إنما هو أداؤه عنها مكاتبتها إلى الذي كاتبها لتعتق بذلك الأداء.


(١) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق وقد صرح بالتحديث هنا فانتفت شبهة تدليسه.
وهو عند المصنف في شرح مشكل الآثار (٤٣٦٩، ٤٧٤٨) بإسناده ومتنه.
وأخرجه أبو يعلى (٤٩٦٣) عن عبد الله بن أبان، عن يحيى بن زكريا بهذا الإسناد.
وهو عند ابن إسحاق في السير والمغازي (ص ٢٦٣)، ومن طريقه أخرجه ابن راهويه (٧٢٥)، وأحمد (٢٦٢٦٥)، وأبو داود (٣٩٣١)، وابن الجارود في المنتقى (٧٠٥)، وابن حبان (٤٠٥٤ - ٤٠٥٥)، والطبراني في الكبير ٢٤/ (١٥٩)، والحاكم ٤/ ٢٦، والبيهقي ٩/ ٧٤ - ٧٥.