للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يقولون لجفينة والهرمزان: - أبعدهما الله - فكان في ذلك الاختلاف. ثم قال عمرو بن العاص: يا أمير المؤمنين إن هذا الأمر قد أغناك الله من أن يكون بعدما قد بويعت، وإنما كان ذلك قبل أن يكون لك على الناس سلطان، فأعرض عن عبيد الله. وتفرق الناس عن خطبة عمرو بن العاص، وودى الرجلين والجارية (١).

ففي هذا الحديث أن عبيد الله قتل جفينة وهو مشرك وضرب الهرمزان وهو كافر، ثم كان إسلامه بعد ذلك.

فأشار المهاجرون رضوان الله عليهم على عثمان بقتل عبيد الله، وعلي فيهم.

فمحال أن يكون قول النبي "لا يقتل مؤمن بكافر" يراد به غير الحربي، ثم يشير المهاجرون وفيهم علي على عثمان بقتل عبيد الله بكافر ذمي ولكن معناه هو على ما ذكرنا من إرادته الكافر الذي لا ذمة له.

فإن قال قائل: ففي هذا الحديث أن عبيد الله قتل بنتًا لأبي لؤلؤة صغيرةً تدعي الإسلام، فيجوز أن يكون إنما استحلوا سفك دم عبيد الله بها لا بجفينة والهرمزان.


(١) إسناده حسن في المتابعات من أجل عبد الله بن صالح.
وأخرجه عبد الرزاق (٩٧٧٥)، وابن سعد ٣/ ٢٧١، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٩٩) من طرق عن الزهري به مطولا ومختصرا.