للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال أبو جعفر: فقد ذهب قوم (١) إلى أن من قال: لا إله إلا الله فقد صار بها مسلمًا له ما للمسلمين وعليه ما عليهم، واحتجوا في ذلك بهذه الآثار.

وخالفهم في ذلك آخرون (٢) فقالوا: لا حجة لكم في هذا الحديث، لأن رسول الله إنما كان يقاتل قومًا لا يوحِّدون الله تعالى، فكان أحدهم إذا وحد الله ﷿، علم بذلك تركه لما قوتل عليه وخروجه منه، ولم يعلم بذلك دخوله في الإسلام، أو في بعض الملل التي توحد الله تعالى، ويكفر به بجحدها رسله وغير ذلك من الوجوه التي يكفر بها أهلها مع توحيدهم الله ﷿.

فكان حكم هؤلاء أن لا يقاتلوا إذا وقعت هذه الشبهة حتى تقوم الحجة على من يقاتلهم بوجوب قتالهم، فلهذا كف رسول الله عن قتال من كان يقاتل بقولهم: لا إله إلا الله، فأما من سواهم من اليهود فإنا قد رأيناهم يشهدون: أن لا إله إلا الله، ويجحدون

النبي ، فليسوا بإقرارهم بتوحيد الله ﷿ مسلمين إذ كانوا جاحدين برسول الله


= وأخرجه ابن أبي شيبة ١٠/ ١٢٣، ١٢/ ٣٧٦، وأحمد (١٤٢٠٩)، ومسلم (٢١) (٣٥)، والترمذي (٣٣٤١)، والنسائي في الكبرى (١١٦٧٠)، والحاكم ٢/ ٥٢٢، والبيهقي في الأسماء والصفات (ص ٩٦) من طرق عن سفيان الثوري به.
(١) قلت: أراد بهم: سعيد بن المسيب، وطائفة من أهل الحديث، وجماعة من الظاهرية ، كما في النخب ١٧/ ١٢٧.
(٢) قلت: أراد بهم: جماهير العلماء من الفقهاء المحدثين، منهم: أبو حنيفة، وأصحابه، ومالك، والشافعي، وأحمد في رواية صحيحة ، كما في النخب ١٧/ ١٣٠.