للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جهضم، عن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، عن ابن عباس، قال: ما اختصنا رسول الله بشيء دون الناس إلا بثلاث: إسباغ الوضوء، وأن لا نأكل الصدقة، وأن لا ننزي الحمر على الخيل (١).

قال أبو جعفر: فذهب قوم (٢) إلى هذا فكرهوا إنزاء الحمير على الخيل، وحرموا ذلك ومنعوا منه، واحتجوا بهذه الآثار.

وخالفهم في ذلك آخرون (٣)، فلم يروا بذلك بأسًا، وكان من الحجة لهم في ذلك أن ذلك لو كان مكروهًا لكان ركوب البغال مكروهًا؛ لأنَّه لولا رغبة الناس في البغال وركوبهم إياها إذًا لما أنزيت الحمر على الخيل.

ألا ترى أنه لما نهى عن إخصاء بني آدم كره بذلك اتخاذ الخصيان؛ لأن في اتخاذهم ما يحضهم على إخصائهم، ولأن الناس إذا تحاموا كسبهم، لم يرغب أهل الفسق في


(١) إسناده صحيح.
وهو عند المصنف في شرح مشكل الآثار (٢١٦) بإسناده ومتنه.
وأخرجه أحمد (١٩٧٧)، وأبو داود (٨٠٨)، والترمذي (١٧٠١)، والنسائي ٦/ ٢٢٤، ١/ ٨٩، ٢٢٥، وابن خزيمة (١٧٥)، والبيهقي ١٠/ ٢٣ من طرق عن أبي جهضم موسى بن سالم به.
(٢) قلت: أراد بهم: عمر بن عبد العزيز، وعامر الشعبي، ويزيد بن أبي حبيب المصري ، كما في النخب ١٧/ ٥٠٤.
(٣) قلت: أراد بهم: جمهور العلماء، وفقهاء الأمصار، منهم: أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبو ثور ، كما في النخب ١٧/ ٥٠٦.