للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عندهم لا تجري عليها الأملاك، وممن ذهب إلى ذلك أبو حنيفة، وسفيان الثوري رحمهما الله، وقد ذكرنا في هذا الباب الآثار التي رواها كل فريق ممن ذهب إلى ما ذهب إليه أبو حنيفة، وأبو يوسف رحمهما الله - في كتاب البيوع -، من شرح معاني الآثار المختلفة المروية عن رسول الله في الأحكام فأغنانا ذلك عن إعادته هاهنا، ثم رجع الكلام إلى ما يثبت أن مكة فتحت عنوةً، فإن قلتم إن حديثي الزهري وعكرمة اللذين ذكرنا منقطعان، قيل لكم وقد روي عن ابن عباس حديث يدل على ما رويناه.

٥٠٨٣ - حدثنا فهد بن سليمان بن يحيى قال: ثنا يوسف بن، بهلول، قال: ثنا عبد الله بن إدريس، قال: حدثني محمد بن إسحاق قال: قال الزهري حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس أن رسول الله مضى لسفر وخرج لعشر مضين من رمضان، فصام وصام الناس معه حتى إذا كان بالكديد أفطر، ثم مضى رسول الله ، حتى نزل مرَّ الظَّهران في عشرة آلاف من المسلمين، فسمعت سليم (١) ومزينة، فلما نزل رسول الله مر الظهران، وقد عُمّيت الأخبار على قريش، فلا يأتيهم خبر عن رسول الله ولا يدرون ما هو فاعل؟ وخرج في تلك الليلة أبو سفيان بن حرب، وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء ينظرون هل يجدون خيرًا، أو يسمعونه؟ فلما نزل رسول الله مر الظهران قال العباس بن عبد المطلب قلت: واصَباحَ قُريش، والله لئن دخل رسول الله مكة عنوةً قبل أن يأتوه فيستأمنوه إنه لهلاك قريش


(١) في ج "فسبقت سليم والفت مزينة"