للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦٥٩٣ - حدثنا يونس قال: أنا ابن وهب أن مالكا، أخبره، عن ابن شهاب، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن عبد الله بن عبد الله بن بن الحارث بن نوفل، عن عبد الله بن عباس أن عمر بن الخطاب ، خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرغ (١)، لقيه أمراء الأجناد (٢): أبو عبيدة بن الجراح، وأصحابه فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام، قال ابن عباس : فقال عمر: ادع لي المهاجرين الأولين فدعاهم فاستشارهم، وأخبرهم أن الوباء (٣) قد وقع بالشام فاختلفوا عليه، فقال بعضهم: قد خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه. وقال بعضهم: معك بقية الناس، وأصحاب رسول الله ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء، فقال: ارتفعوا عني. ثم قال: ادعوا لي الأنصار فدعوتهم له، فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي من كان هاهنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، فدعوتهم، فلم يختلف عليه منهم رجلان قالوا: نرى أن ترجع بالناس، ولا تقدمهم على هذا الوباء، فنادى عمر في الناس إني مصبح على ظهر، فأصبحوا عليه، فقال أبو عبيدة: أفرارا من قدر الله؟ فقال عمر : لو غيرك قالها يا أبا عبيدة نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله! أرأيت لو كانت لك إبل فهبطت واديا له عدوتان (٤)،


(١) بفتح السين المهملة وسكون الراء هي مدينة بالشام افتتحها أبو عبيدة.
(٢) جمع جند بضم الجيم وسكون النون، قال الجوهري: الشام خمسة أجناد: دمشق، وحمص، وقنسرين، وأردن وفلسطين، ويقال لكل منها: جند.
(٣) هو: الطاعون.
(٤) بضم العين وكسرها وقرئ بهما في السبعة وهي جانب الوادي.