للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ففي هذا الحديث أن رسول الله أمرهم بالخروج إلى الإبل، وقد وقع الوباء بالمدينة، فكان ذلك عندنا - والله أعلم - على أن يكون خروجهم للعلاج، لا للفرار منه.

فثبت بذلك أن الخروج من الأرض التي وقع بها الطاعون مكروه للفرار منه، ومباح لغير الفرار. وعلى هذا المعنى - والله أعلم - رجع عمر بالناس، من سرغ، لا على أنه فار مما قد نزل بهم. والدليل على ذلك

٦٦٣٣ - ما حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا علي بن عياش الحمصي، قال: ثنا شعيب بن أبي حمزة، عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: قال عمر بن الخطاب : اللهم إن الناس نحلوني (١) ثلاث خصال، وأنا أبرأ إليك منهن زعموا أني فررت من الطاعون، وأنا أبرأ إليك من ذلك، وأني أحللت لهم الطلاء (٢)، وهو الخمر، وأنا أبرأ إليك من ذلك، وأني أحللت لهم المكس (٣)، وهو البخس (٤)، وأنا أبرأ إليك من ذلك (٥).


(١) بالنون من نحلته القول: إذا أضفت إليه قولا قاله غيره وادعيته عليه.
(٢) بكسر الطاء وبالمد وهو: الشراب المطبوخ من عصير العنب وهو الرُّبّ، واصله القطران الخاثر الذي تطلى به الإبل.
(٣) هو الضريبة التي يأخذها الماكس وهو العشار.
(٤) بالباء الموحدة وفسر المكس به لأن البخس هو ما يأخذه الولاة باسم العشور والمكوس يتأولون فيه الزكاة والصدقة.
(٥) إسناده صحيح.