للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الله يقول: "إني راكب إلى يهود، فإذا أتيتموهم، فسلموا عليكم، فقولوا: وعليكم" (١).

٦٨٠٩ - حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عبد الحميد بن جعفر، قال: أخبرني يزيد بن أبي حبيب … فذكر بإسناده مثله (٢).

ففي هذه الآثار النهي عن ابتداء اليهود والنصارى بالسلام من قول رسول الله ، وفي الحديث الأول أن النبي سلّم عليهم من قول أسامة، فقد يجوز أن يكون النبي أراد بسلامه من كان فيهم من المسلمين، ولم يرد اليهود والنصارى ولا عبدة الأوثان، حتى لا تتضاد هذه الآثار، وهذا الذي وصفنا جائز.

فقد يجوز أن يسلم رجل على جماعة وهو يريد بعضهم، وقد يحتمل أن يكون النبي سلّم عليهم، وأراد: جميعهم لأن ذلك كان في وقت قد أمر فيه أن لا يجادلهم إلا بالتي هي أحسن، فكان السلام من ذلك ثم أمر بقتالهم ومنابذتهم فنسخ ذلك ما كان تقدم من سلامه عليهم. فنظرنا في ذلك


(١) إسناده حسن لرواية ابن وهب عن ابن لهيعة قوية.
وأخرجه أحمد (٢٧٢٣٦)، وابن قانع في معجمه ١/ ١٤٩، والطبراني في الكبير (٢١٦٣) من طرق عن ابن لهيعة به.
(٢) رجاله ثقات، وقد اختلف على عبد الحميد بن جعفر.
وأخرجه أحمد (٢٧٢٣٥)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢/ ٤٩١، وابن قانع في معجمه ١/ ١٤٩، والطبراني في الكبير (٢١٦٢)، والبيهقي في شعب الإيمان (٨٩٠٤) من طريق أبي عاصم به.