للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦٨١٠ - فإذا ابن أبي داود قد حدثنا، قال: ثنا أبو اليمان، قال: ثنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، قال: أخبرني عروة بن الزبير، أن أسامة بن زيد أخبره، أن النبي ركب على حمار عليه إكاف (١) على قطيفة، وأردف أسامة بن وراءه، يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن خزرج قبل وقعة بدر، فسار حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي ابن سلول و ذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبي ابن سلول، فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين من عبدة الأوثان، واليهود، وفي المجلس عبد الله بن رواحة. فلما غشيت المجلس عجاجة (٢) الدابة خمر (٣) ابن أبي ابن سلول أنفه بردائه، ثم قال: لا تغبروا علينا، فسلم النبي عليهم، ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله ﷿، وقرأ عليهم القرآن قال عبد الله بن أبي ابن سلول: أيها المرء إنه لأحسن مما تقول إن كان حقا فلا تؤذينا به في مجالسنا ارجع إلى رحلك فمن جاءك فاقصص عليه فقال عبد الله بن رواحة بل يا رسول الله! فاغشنا به في مجالسنا فإنا نحب ذلك. فاستب المسلمون والمشركون واليهود، حتى كادوا يتثاورون (٤)، فلم يزل النبي يخفضهم حتى سكنوا، ثم ركب النبي دابته فسار حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال له النبي : "يا سعد ألم


(١) بكسر الهمزة: ما يشد على الحمار تحت الراكب.
(٢) أي: غبار الدابة.
(٣) أي: غطى.
(٤) من المثاورة، وهي المثاوبة وأصله من ثار الغبار إذا سطع وظهر.