للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: لا سيما أن البزار (١) روى الحديث من طريق ابن المثنى نفسه وورد في روايته بلفظ «الحربة» لا «العنزة».

وقال الذهبي: «ويروي - يعني الخطيب - أن أبا موسى مزح مرة، فقال: نحن قوم لنا شرف، صلى إلينا النبي » (٢).

وقال في موضع آخر: «فما أدري هل فهم معكوسًا، أو أنه قال ذلك مُزاحًا» (٣).

وقال الشيخ عبد الكريم الخضير: «إن مثل هذا يكون من باب التنكيت؛ لأنه عُرِفَ بهذا، أما إمام من شيوخ البخاري ومسلم وغيرهم يقول: صلى إلينا رسول الله ما يمشي هذا إطلاقًا» (٤).

وهذا التوجيه أولى حمل القصة على التصحيف الذي لا يقع إلا ممن فيه غفلة شديدة (٥)، وابن المثنى يجل عن ذلك إن شاء الله تعالى.

ومن التصحيف الذي ذكره العلماء في كلمة (عَنَزة) ما ذكره أبو عبد الله الحاكم عن أعرابي زعم أن النبي كان إذا صلى نُصِبَت بين يديه شاة.

صحف عَنَزَة - وهي بفتح النون - إلى عَنْزَة - بإسكان النون -، ثم رواه بالمعنى على وهمه فأخطأ في ذلك من وجهين (٦).


(١)
(٢) «سير أعلام النبلاء» (١٢/ ١٢٥).
(٣) «تاريخ الإسلام» (١٩/ ٣١٨).
(٤) «شرح ألفية العراقي» المنشور مفرَّغًا على المكتبة الشاملة.
(٥) أورد ابن الجوزي القصة في «أخبار الحمقى والمغفلين» (ص ٨٥).
(٦) انظر «شرح التبصرة» (٢/ ١٠٧).

<<  <   >  >>