للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن أبي حاتم: قال المزني: سمعت الشافعي يقول: صحَّف مالك في عمر بن عثمان وإنما هو عمرو بن عثمان … قال فذكرت ذلك لأبي فقال: «صدق الشافعي» (١).

قلت: لم يصحف مالك، إنما هو وهم منه، والدليل أن مالكًا روجع فيه فقال: نحن أعلم به، وهذه داره.

وقال لعبد الرحمن بن مهدي: أتراني لا أعرف عمر بن عمرو، هذه دار عمر وهذه دار عمرو (٢).

وهذا بعيد عن التَّصحيف، ويحتمل الوهم والخطأ لا التَّصحيف.

وروى سفيان الثوري، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن رجلًا أوقصته راحلته وهو محرم فمات، فقال رسول الله : «اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبيه، ولا تخمروا رأسه ولا وجهه».

وخالفه جماعة ولم يذكروا الوجه قالوا: «ولا تخمروا رأسه» (٣).

قال الحاكم: «ذكر الوجه تصحيف لإجماع الثقات الأثبات وأصحاب عمرو على رواية وجهه، وهو المحفوظ».

قلت: لا وجود للتصحيف هنا؛ إذ ذكر سفيان الرأس والوجه، بل ذكر الرأس زيادة شاذة هنا ووهم، ولم يبدل سفيان كلمة بكلمة حتى يكون تصحيفًا، لذا أعرضنا عنه ولم نذكره (٤).


(١) «آداب الشافعي ومناقبه» (ص ٢٢٤).
(٢) انظر «أوهام المحدثين الثقات» (٣/ ٥١ - ٥٨).
(٣) «أوهام المحدثين الثقات» (١/ ٦٧ - ٧٠).
(٤) انظر «أوهام المحدثين الثقات» (١/ ٦٧ - ٧٠).

<<  <   >  >>