للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن الصلاح: «وكثير من التَّصحيف المنقول عن الأكابر الجِلَّة لهم فيه أعذار لم ينقلها ناقلوه».

روى أبو نعيم الفضل بن دكين عن سفيان الثوري بسنده عن معاوية بن أبي سفيان قال: «لعن رسول الله الذين يشققون الخطب تشقيق الشعر».

قال أبو نعيم: شهدت وكيعًا مرة فقال: يشققون الحطب تشقيق الشعر (١).

قال: قلت بالخاء (٢).

قلت: عند وكيع في الزهد، ورواه أحمد عن وكيع بلفظ (يشققون الكلام) ولم يذكر أحد غير أبي نعيم عن وكيع هذا ولعله شُبِّه عليه (٣).

ومما ينبغي أن يشار إليه أيضًا أن اختلاف اللغات لا يعد تصحيفًا، وهذا نوع يجب معرفته والإلمام به، وبه يندفع ادعاء التَّصحيف على بعض ما ادُّعِيَ فيه التَّصحيف.

قال رجل لعمر بن الخطاب : يا أمير المؤمنين، أيظحى بضبي؟

قال عمر: وما عليك لو قلت أيضحى بظبي.

قال: إنها لغة.

قال: انقطع العتاب، ولا يضحي بشيء من الوحش (٤).

قال ابن منظور: «إذا روى الثقات للحديث تفسيرًا له مخرج لم يجُز أن يرد عليهم، ولكن نطلب له المخارج من كلام العرب … فإياك والإسراع إلى


(١) «تدريب الراوي» (٢/ ٦٤٥).
(٢) «الجامع» للخطيب.
(٣) «الزهد» (ص ١٦٩، ٢٩٨)، و «مسند أحمد» (١٦٩٠٠).
(٤) «المزهر في علوم اللغة» للسيوطي (١/ ٤٣٩).

<<  <   >  >>