للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد صحّ (١) أن النَّبيَّ - صَلَّى الله عليه وسلم - اعتكف واعتكف معه بعض نسائه وهي مستحاضة ترى الدَّم ... الحديث. فمن الجنائز أن تكون هي سودة (٢) (٣).

وقد روى مالك (٤) في "الموطأ": أنَّ زينب بنت جحش استحيضت.

وقد تقدم فيما حكيناه عن أبي عمر أن بنات جحش الثلاث استحضن، وكذلك عن يونس بن مغيث القاضي، وكأنه تعويل على حديث مالك الذي أشرنا إليه. وفي حديث مالك من الوهم المحقق: أن زينب زوج رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - التي ذكر أنها كانت تستحاض كانت تحت عبد الرحمن بن عوف، ولم تكن هذه تحت ابن عوف قط، وإنَّما التي كانت تحت عبد الرحمن أختها، وأمَّا زينب فكانت قبل النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - تحت زيد بن حارثة، ثم انتقلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أكرم الوجوه، هذا ما لا شكَّ فيه (٥).

فإن ثبت أن سودة وزينب استحيضتا معًا فهي سادسة.


(١) ثبت ذلك من حديث عائشة رضي الله عنها، رواه البُخاريّ في صحيحه كتاب الحيض (١/ ١١٦) برقم (٣٠٩ - ٣١٠ - ٣١١) باب الاعتكاف للمستحاضة وفي كتاب الاعتكاف (٢/ ٦٨) برقم ٢٠٣٧ باب اعتكاف المستحاضة.
(٢) ذكر ذلك الحافظ مغلطاي كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في فتح الباري (١/ ٤١١).
(٣) قلت: لكن يبعد هذا الاحتمال ما وقع في رواية سعيد بن منصور من طريق إسماعيل بن علية عن خالد الحذاء عن عكرمة أن أم سلمة كانت عاكفة وهي مستحاضة.
فأفاد بذلك معرفة عينها.
أفاده الحافظ ابن حجر رحمه الله.
انظر فتح الباري (٤/ ٢٨١).
(٤) الموطأ (١/ ٦٢) برقم ١٠٦.
(٥) وسبقه إلى ذلك الحافظ ابن عبد البر حيث جزم بأنه خطأ؛ لأنَّه ذكر أنها كانت تحت عبد الرحمن بن عوف والتي كانت تحت عبد الرحمن بن عوف إنَّما هي أم حبيبة أختها انظر التمهيد وفتح الباري (١/ ٤١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>