للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت العرب تلوّم بإسلامهم الفتح فيقولون: اتركوه وقومه فإن ظهر عليهم فهو نبي صادق فلما كانت وقعة الفتح بادر كل قوم بإسلامهم وبدر أبي قومي بإسلامهم فلما قدم قال: جئتكم والله من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - حقًّا فقال: "صلوا في حين كذا صلاة كذا وصلوا في حين كذا صلاة كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآنًا" فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنًا مني لما كنت أتلقى من الركبان فقدموني بين أيديهم وأنا ابن ست أو سبع سنين وكانت عليّ بردة كنت إذا سجدت تقلصت عني فقالت امرأة من الحي: ألا تغطوا عنا است قارئكم فاشتروا فقطعوا لي قميصًا فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص. أخرجه البخاري (١) وغيره.

وفي الباب مما لم يذكره: عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليؤذن لكم خياركم وليؤمكم قراؤكم". رواه أبو داود وابن ماجه من حديث الحسين بن عيسى الحنفي عن الحكم بن أبان، والحسين هذا ضعفه الرازيان وذكر الدارقطني أنه تفرد به عن الحكم.

وفيه أيضًا: عن ابن عمر أنه لما قدم المهاجرون الأولون نزلوا العصبة قبل مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة وكان أكثرهم قرآنًا. رواه البخاري (٢) وأبو داود وزاد: وفيهم عمر بن الخطاب، وأبو سلمة بن عبد الأسد.

وعنه أيضًا قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اجعلوا أئمتكم خياركم فإنهم وفدكم إلى الله عزَّ وجلَّ" رواه الدارقطني (٣) من طريق سلام بن سليمان عن عمر عن محمد


(١) رواه في "صحيحه" (٤٣٠٢)، وعند يقر، بالقاف وفي "السنن الكبير" للبيهقي (٣/ ٤٩): يغري، زاد الطبراني (٦٣٤٩): يغرى ... بغراء.
(٢) في "صحيحه" (٦٩٢)، وهو عند أبي داود (٥٨٨) بالزيادة، وصححه الألباني.
(٣) في "السنن" (٢/ ٨٧)، وذكره في (٢/ ٨٨) من حديث مرثد الغنوي، وقال: إسناد غير ثابت، وعبد الله بن موسى ضعيف.
وانظر "الضعيفة" (١٨٢٢، ١٨٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>