السابعة: و (لا ينفع ذا الجد منك الجد) المشهور فتح الجيم فيهما.
والجد مفتوح: الحظ والغنى، ومعناه لا ينفع من رزق مالًا وجاهًا وحظًا دنيويًّا شيء من ذلك عندك وإنما ينفعه العمل الصالح كما قال تعالى:{يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم} وحكي عن الشيباني كسر الجيم فيهما وأنكره الطبري، والجد مكسور: الاجتهاد ومعناه على هذا: لا ينفع ذا الاجتهاد والعمل اجتهاده أي لا ينجي شيء من ذلك صاحبه إنما النجاة بفضل الله تعالى ورحمته نحو قوله: "لن ينجي أحدًا منكم عمله ... " الحديث. أو لا ينفع ذا الإسراع في الهرب منك إسراعه نحو قوله:(لا ملجأ منك إلا إليك) ويشبه بهذا قول النابغة يعتذر للنعمان بن المنذر:
وإنك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت أن المنتأى عنك واسع (١)
قال أبو الفتح: وأحق ما فسر حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحديثه، وفي حديث أبي جحيفة: ذُكرت الجدود عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رجل جد فلان في الخيل، وقال آخر: جد فلان في الإبل ... الحديث، فقال عليه الصلاة والسلام، فذكر ... "ولا ينفع ذا الجد منك الجد"، والمراد بالجد الأول الحظ، المفتوح الجيم بيقين، وكذلك ما وقع في بقية الحديث، ولا وجه بعد هذا لذكر الكسر في الجد والله أعلم.
الثامنة: قوله في حديث ابن أبي أوفى: (اللهم طهرني بالثلج والبرد وماء البارد) استعارة للمبالغة في التنظيف من الذنوب وماء البارد من باب إضافة الشيء إلى صفته.