قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرف أحدًا رواه مثل هذا عن شريك، ثم قال: وروى همام عن عاصم هذا مرسلًا ولم يذكر فيه وائل بن حجر.
قال أبو الفتح: من شأن الترمذي التصحيح بمثل هذا الإسناد فقد صحح حديث عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل: لأنظرن إلى صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما جلس للتشهد الحديث.
وأنما الذي قصر بهذا التصحيح عنده الغرابة التي أشار إليها وهي التفرد الذي وقع في طريقه وقد حصل فيه التفرد في موضعين: أحدهما: تفرد يزيد بن هارون به عن شريك كما صرح به النسائي وهو لا يحطه عن درجة الصحيح لجلالة يزيد وحفظه.
والثاني: تفرد شريك عن عاصم، فقد قال الترمذي: لا نعرف أحدًا رواه مثل هذا غير شريك وفي بعض النسخ: عن شريك كما ذكرناه فعلى رواية من رواه غير شريك تقتضي تفرد شريك به عن عاصم وكذا قال البخاري وغيره، وبه صار حسنًا فإن شريكًا لا يصحح حديثه منفردًا.
وأما قول الترمذي: وروى همام عن عاصم هذا مرسلًا ولم يذكر فيه وائل بن حجر فيقتضي هذا وما تقدم من تخريجه إياه عن شريك عن عاصم أن شريكًا وهمامًا روياه عن عاصم معًا وإنما اختلفا في الإرسال والإسناد، فأسنده شريك وأرسله همام وليس كذلك إنما رواه همام عن شقيق عن عاصم فأرسله كذلك ذكره أبو داود قال: قال همام: وثنا شقيق حدثني عاصم بن كليب عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي هذا المرسل مع علة الإرسال علة أخرى وهي الجهالة بشقيق هذا، وهو شقيق أبو ليث روى عنه همام بن يحيى لم يعرف بغير ذلك، فمرسله معلل بما ذكرنا ومسنده معلل بتفرد شريك.
وفي الباب مما لم يذكره عن أنس قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كبر حتى حاذى