للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمَّا ما يفعله بعضُ الناس من أنْ يمسح بعض رأسه، بل ربما [بلَّ] (١) الشعرة الواحدة منه، أو ما قارب ذلك المرتين والثلاثة، فعَمَلٌ لا أصل له، ومَن نقل عنه استحباب التكرار في مَسْحِ الرأس فمحمولٌ على استحباب التكرار (٢) في الكلِّ (٣) لا البعض، ولا يشكُّ قائل ذلك أنَّ مَسْح الرأس جميعه مرَّةً واحدةً أولى من تكرار المسح لبعضه، ولم يُنقل مسحُ بعضِ الرأسِ معادًا مُكرَّرًا عن النَّبِّي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أحدٍ من السلف.

وأمَّا الصدغُ فهو: المحاذي لرأس الأذن، نازلًا إلى أوَّل العذار، واختلف أصحابُنا فيه فقال بعضهم (٤): هو من الرأس، وقيل (٥): مِن الوجه، وقيل: أعلاه من الرأس، وأسفله من الوجه، فمن قال إنَّه مِن الرأس قال: ذكره بعد الرأس توكيدًا لاستيعاب الرأس، ومَن قال: هو من الوجه قال: إنَّما مسح عليهما ليصير بالابتداء منهما محتاطًا في استيفاء آخر الرأس، لئلَّا يترك جُزءً من الرأس بغير مسح.

وأمّا مسح (٦) العنق: فقد وَقَع في حديث طلحة بن مصرف: "يمسح رأسه حتى بلغَ القذال (٧)، وما يليه من العنق"، والقذال: مقدّم العنق.

فالحديث معلّل بليث ابن أبي سُلَيْم، وطلحة بن مصرف، عن أبيه، عن جدّه. وإن كان طلحة معروفًا فمَن بعده غيرُ معروفين (٨).

وهل يحتاج إلى تجديد ماء أم لا؟


(١) زيادة من س.
(٢) من س في ت: الأكل وهو خطأ ظاهر يرده السياق.
(٣) من قوله "التكرار" إلى قوله "أولى من تكرار المسح" ألحقه ناسخ س في الهامش وصححه.
(٤) في س: أكثرهم.
(٥) من قوله "وقيل" إلى قوله "فمن قائل أنه من الرأس" ساقط من ت.
(٦) قوله "وأمَّا مسحُ" ألحقه ناسخ س في الهامش وصحَّحه.
(٧) غير مقروءة في ت من مصورتي.
(٨) في س: غير معروف.

<<  <  ج: ص:  >  >>