وإنما يُرى عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا.
وأما حديث علي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"من ترك موضع شعرة من جنابة لم يغسلها فعل به كذا وكذا من النار".
قال علي: فمن ثم عاديت رأسي ثلاثًا وكان يجز شعره.
رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجة وهذا لفظه.
وأما حديث أنس:"خلل أصول الشعر وأنق البشر"، فقد ذكره أبو محمد بن حزم وقال: هو من رواية يحيى بن عنبسة، عن حميد، عن أنس -قال:- ويحيى بن عنبسة مشهور برواية الكذب فسقط.
وفي الباب مما لم يذكره حديث عائشة قالت: أخمرت رأسي إخمارًا شديدًا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا عائشة! إن على كل شعرة جنابة".
رواه الإمام أحمد من رواية خصيف عن رجل غير مسمى عنها.
وخصيف ضعفه غير واحد.
تضمنت أحاديث الباب التشديد في إنقاء البشرة والاستيعاب في بل الشعر وذلك يستدعي التخليل والدلك في الشعر والبشر.
فأما التخليل فقد تقدم في بابه وسنزيد الآن بيانًا وقد اختلف قول مالك في تخليل الجنب لحيته في غسله من الجنابة.
فروى ابن القاسم عنه أنَّه قال: ليس ذلك عليه.
وروى أشهب عنه: أن عليه أن يخلل لحيته من الجنابة.
قال ابن عبد الحكم: هو أحب إلينا لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخلل شعره في