للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: قُتِلَ والله صاحبي وإني لمقتول. فجاء أبو بصير فقال: يا نبي الله، قَدْ والله. أوْفى الله ذِمَّتك قد رددتنى إليهم، ثم أنجاني الله منهم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ويلُ أمِّه مسعَرَ حَرْبٍ لو كان لَه أحَدٌ"، فلما سَمِعَ ذلك عرف أنه سيردُّهُ. إليهم، فخرج حتى أتى سيف البحر. قال وينفلت منهم أبو جندل فلحق بأبي بصير فجعل لا يخرُج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصيرٍ حتى اجتمعت معه منهم عِصابَة، فوالله ما يسمعون بعير خرجت لِقُريش إلى الشام إلا اعترضوا لها، فقتلوهم، وأخذوا أموالههم، فأرسلت قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تُناشِدُهُ الله والرَّحِم لما أرسل فمن أتاهُ فهو آمِنٌ فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم فأنزل الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {وهو الذي كفَّ أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة} حتى بلغ {حَمِيَّةَ الجاهلية} وكانت حَمِيتهُم أنهم لم يُقرُّوا أنه نبي الله، ولم يقروا ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وحالوا بينه وبين البيت".

ذكر أبو داود (١) في هذا الحديث، ولم يذكره بكماله "أنهم أصطلحوا على وضع الحرب عشرة سنين يأمَنُ فيهن الناس وعلى أن بيننا عَيْبَة مكفوفة وأنه لا إسلال ولا إغلال (٢) ".

مسلم (٣)، عن أنس، في هذا الحديث قال: اشترطوا على النَّبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّ من جاء مِنْكُمْ لم نرُدهُ عليكم، ومن جاءَكُمْ منَّا رَدَدْتُمُوهُ علينا. فقالوا: يا رسول الله! أنكتُبُ هذا؟ قال: "نَعَمْ. إنَّهُ من ذهب منَّا إليهم،

فأبْعَدَهْ الله. ومن جاءنا منهم سيجعل اللهُ له فرجًا ومَخْرَجًا".


(١) أبو داود: (٣/ ٢١٠) (٩) كتاب الجهاد (١٦٨) باب في صلح العدو - رقم (٢٧٦٦). من رواية المسور بن مخرمة.
(٢) الإسلال: السرقة، الإغلال: الخيانة.
(٣) مسلم: (٣/ ١٤١١) (٣٢) كتاب الجهاد والسير (٣٤) باب صلح الحديبية في الحديبية - رقم (٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>