للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلف (١)، وروى أبو عبيد القاسم بن سلاَّم (٢) عن موسى بن طلحة (٣) قال: (من مسح قفاه مع رأسه وقى الغل يوم القيامة) (٤). والشافعي لم يذكره في كتبه، والله أعلم.

(وقد روينا في "السنن الكبير) (٥) عن طلحة بن مصرِّف عن أبيه عن جده (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ ومسح على سالفته). وفي رواية: على قفاه. قلت:


(١) قال النووي - بعد أن ساق حديث مسح الرقبة السابق -: "هذا حديث باطل، بل موضوع، إنما هو من كلام بعض السلف، ولم يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسح الرقبة شيء، وليس هو سنة، بل هو بدعة ... " التنقيح ل ٤٧/ ب، وقد حكم بضعفه الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير ١/ ٤٣٣.
(٢) الإمام الجليل ذو الفنون أبو عبيد القاسم بن سلام بن عبد الله البغدادي، صاحب التصانيف الكثيرة البديعة في القراءات، والفقه، واللغة، والشعر، توفي بمكة سنة ٢٢٤ هـ، من تصانيفه: غريب الحديث، الأموال، فضائل القرآن، الطهور، الناسخ والمنسوخ، المواعظ. انظر ترجمته في: وفيات الأعيان ٤/ ٦٠، تهذيب الأسماء ٢/ ٢٥٧، طبقات السبكي ٢/ ١٥٣، البداية والنهاية ١٠/ ٣٠٤.
(٣) هو موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي، أبو عيسى وأبو محمَّد المدني، نزيل الكوفة، ثقة جليل، يقال: إنه ولد في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، توفي سنة١٠٣ هـ، روى حديثه الجماعة. انظر ترجمته في: التاريخ الكبير للإمام البخاري ٧/ ٢٨٦، حلية الأولياء ٤/ ٣٧١، السير ٤/ ٣٦٤، تقريب التهذيب ص: ٥٥١.
(٤) انظر: كتاب الطهور لأبي عبيد ص: ٢٥٠ - ٢٥١، قال الحافظ ابن حجر: "فيحتمل أن يقال: هذا لأن كان موقوفاً فله حكم الرفع؛ لأن هذا لا يقال من قبل الرأي، فهو على هذا مرسل". أهـ التلخيص الحبير ١/ ٤٣٣، وأورده الكتَّاني في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة ٢/ ٧٥.
(٥) في كتاب الطهارة، باب إمرار الماء على القفا ١/ ٤٩ رقم (٢٧٧، ٢٧٨) قال البيهقي: "والمسند إسناده ضعيف". ورواه أبو داود في سننه كتاب الطهارة، باب صفة وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم - ١/ ٩٢ رقم (١٣٢)، والإمام أحمد في المسند ٣/ ٤٨١ ولفظه: (أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يمسح رأسه حتى بلغ القذال وما يليه من مقدَّم العنق مرة). وضعفه الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير ١/ ٤٣٣، والألباني في ضعيف سنن أبي داود ص: ١٢ رقم (١٩).