للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باب صدقة الخُلَطاء

جمع في الحديث الذي ذكره (١) بين ما رواه أنس (٢) في كتاب الصديق - رضي الله عنهما - وهو إلى قوله: "بالسوية" وهو في صحيح البخاري (٣) وبين ما رواه الدارقطني (٤) من حديث سعد بن أبي وقاص (٥) - رضي الله عنه -. وذلك هو الباقي، وهذا


(١) قال في الوسيط ١/ ق ١٢٠/ ب "ودليل تأثير الخلطة قوله - صلى الله عليه وسلم - (لا يجتمع بين متفرق ولا يفترق بين مجتمع خشية الصدقة، وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية، والخليطان ما اجتمعا على الرعي والفحولة والحوض".
(٢) هو أنس بن مالك بن النضر، أبو حمزة الأنصاري الخزرجي، خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأحد المكثرين من الرواية عنه، ومناقبه كثيرة جداً، وسكن البصرة ومات بها سنة ٩١ هـ. وقيل: ٩٣، وهو آخر الصحابة موتاً بالبصرة. انظر: الاستيعاب ١/ ٧١ - ٧٣، طبقات الفقهاء للشيرازي ص ٣٣، تذكرة الحفاظ ١/ ٤٤، الإصابة ١/ ٧١ - ٧٢.
(٣) سبق تخريجه.
(٤) في سننه ٢/ ١٠٤، وكما رواه أبو عبيد في الأموال ص ٣٥٧، وابن زنجويه في الأموال ٢/ ٨٦٣، وابن أبي حاتم في علل الحديث ١/ ٢٩١، وابن حزم في المحلى ٦/ ٥٥، والبيهقي في الكبرى ٤/ ٢٠٦، كلهم من طريق ابن لهيعة عن يحيى بن السائب بن يزيد، قال: صحبت سعد بن أبي وقاص فذكر كلاماً فقال: إلا إني سمعته ذات يوم يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لا يفرق بين مجتمع، ولا يجمع بين مفرَّق، والخليطان ما اجتمع على الحوض والرعي والفحل). قال البيهقي: أجمع أصحاب الحديث على ضعف ابن لهيعة، وترك الاحتجاج بما ينفرد به. وقال ابن أبي حاتم في علله: سألت أبي عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث باطل عندي، ولا أعلم أحداً رواه غير ابن لهيعة. ونقل ابن حجر في التلخيص ٢/ ١٥٥، عن ابن معين أنه قال: هذا الحديث باطل، وإنما هو من قول يحيى بن سعيد، هكذا حدّث به الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد من قوله. وضعفه أيضاً النووي في المجموع ٥/ ٤٠٩.
(٥) هو سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف أبو إسحاق القرشي الزهري، أحد العشرة المبشرين بالجنة، أسلم قديماً بعد أربعة وقيل: ستة، وهو ابن سبع عشرة سنة، وهو أول من رمي بسهم في سبيل الله، ومناقبه كثيرة، مات بالعقيق سنة ٥٥ هـ على المشهور. انظر: تهذيب الأسماء واللغات ١/ ٢١٣، الإصابة ٢/ ٣٣، التقريب ص ٢٣٢.