للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن باب استقبال القبلة (١)

قوله في صخرة بيت المقدس. "هي قبلة الأنبياء" (٢) - صلى الله عليهم - مروي عن الزهري (٣)، ولم نجد له إسناداً صحيحاً (٤). ومشهورٌ أن إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - وعلى نبينا - كانت قبلته الكعبة، وذلك هو السبب في ائثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استقبال الكعبة فيما رواه (ابن) (٥) جرير الطبري (٦) بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما (٧). وروى أيضاً عن مجاهد (٨) أن السبب: قول اليهود: يخالفنا محمَّد ويتبع


(١) في (ب): ومن الباب الثالث في الاستقبال.
(٢) الوسيط ٢/ ٥٧٧.
(٣) هو محمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري القرشي أبو بكر، من صغار التابعين, إمام فقيه حافظ، متفق على جلالته وإتقانه، توفي سنة ١٢٤ هـ، وروى حديثه الجماعة. انظر ترجمته في: تذكرة الحفاظ ١/ ١٠٨، البداية والنهاية ٩/ ٣٥٤، تقريب التهذيب ص: ٥٠٦، طبقات الحفاظ ص: ٤٢ - ٤٣.
(٤) قال النووي: "لم يصح فيه شيء". التنقيح ل ٩١/ أ، وراجع: المطلب العالي ٣/ ل ١٥٢/ أ، تذكرة الأخيار ل ٥٨/ أ.
(٥) زيادة من (أ) و (ب).
(٦) هو الإمام المجتهد أبو جعفر محمَّد بن جرير بن يزيد بن كثير الطبري، صاحب التصانيف البديعة، جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، من تصانيفه: التاريخ، والتفسير، وتهذيب الآثار ولم يتمه، وغيرها، توفي سنة ٣١٠ هـ. انظر ترجمته في: السير ١٤/ ٢٦٧، طبقات السبكي ٣/ ١٢٠، البداية والنهاية ١١/ ١٥٦.
(٧) انظر: تفسير الطبري - جامع البيان عن تأويل آي القرآن - ٢/ ٧.
(٨) هو أبو الحجاج مجاهد بن جبر، ويقال: ابن جبير المكي المخزومي مولاهم، من أخصِّ أصحاب ابن عباس، كان أعلم أهل زمانه بالتفسير، قال عنه الحافظ ابن حجر: ثقة إمام في التفسير، وفي العلم روى حديثه الجماعة، توفي سنة ١٠١ هـ، وقيل غير ذلك. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل ٨/ ٣١٩، تهذيب الأسماء ٢/ ٨٣، البداية والنهاية ٩/ ٢٣٢، تقريب التهذيب ص: ٥٢٠.