للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[النوع السادس: زكاة الفطر]

في هذا الكتاب وغيره تسميتها بالفطرة بتاء التأنيث، وهو شائع في ألسنة العامّة، والخاصّة، ويقولون أيضا زكاة الفطر، ولم نجدها بالتأنيث في كلام المتقدمين، وهي مولّدة (١) (٢) - (وهي) (٣) بكسر الفاء لا غير من الفطرة التي هي بمعنى الخِلْقة (٤)، ووجدت أبا محمَّد الأبهري (٥) قد ذكرها (٦) في كتاب "حدائق الأدب". وذكر أن معناها زكاة الخلقة كأنها زكاة النفس والبدن (٧)، وأنا أزيد وجه (٨) ذلك بياناً فأقول صح به (٩) من حديث عائشة - رضي الله عنها - (وروي


(١) في (د) و (ب): (مؤكدة)، وهو تصحيف،. والمولّدة والمولّد من الكلام: هو اللفظ الذي اخترعه الناس، ولم تعرفه العرب، ولكن الظاهر أن الفطرة ليست كذلك، قال الله تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} أي: خلقته التي جبل الناس عليها، فمقصوده إذاً أن وضعه على هذه الحقيقة مولّد، اصطلح عليه الفقهاء، والله أعلم. انظر: غريب الحديث لابن قتيبة: ١/ ١٨٤، الحاوي: ٣/ ٣٤٨، المجموع: ٦/ ٦١، حاشية القليوبي: ٢/ ٣٢، حاشية الرشيدي على نهاية المحتاج: ٣/ ١٠٩.
(٢) نهاية ١/ ق ١٢٠/ أ.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (د).
(٤) انظر: تهذيب اللغة: ١٣/ ٣٢٦، الصحاح: ٢/ ٧٨١، النهاية في غريب الحديث: ٣/ ٤٥٧، المصباح المنير: ص ٤٧٦، أنيس الفقهاء: ص ١٣٥.
(٥) هو عبد الله بن أحمد بن محمَّد بن جولة بن جهور، أبو محمَّد الأبهري الأصبهاني، كان إماما ثقة أديبا، ومن مصنفاته: حدائق الأدب، ومات سنة ٤٠٥ هـ. انظر: سير أعلام النبلاء: ١٧/ ٢٣٥.
(٦) في (أ) (ذكره).
(٧) انظر قول الأبهري في تحرير ألفاظ التبيه: ص ٨٦.
(٨) في (د) (أوجه).
(٩) ساقط من (د) و (ب).