الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد:
فإن خدمة العلم من أفضل ما بُذلت فيه الأوقات؛ وصُرفت إليه الهمَمُ، وتضافرت فيه الجهود، تصنيفاً وتحقيقاً، ومن ثمَّ نشراً وتوزيعاً، وتوعيةً بما تشتد الحاجة للتوعية به.
وبين أيدينا كتاب مهم من كتب الفقه عموماً، وكتب الفقه الشافعي خصوصاً:(شرح مشكل الوسيط)؛ فمتنه كتاب (الوسيط) معدود ضمن الكتب الخمسة التي يدور عليها الفقه الشافعي، والكتاب الذي بين أيدينا بيانٌ لما غَمُض وأشكل من هذا المتن. ثم إن مؤلفه (ابن الصلاح) - رحمه الله - أحد كبار الأئمة المشهورين، عُرف بمكانته العلمية بين علماء عصره، وشهد له العلماء بغزارة العلم وعمق النظر ودقة التحقيق بما يجعل من كتابه مصنفاً مهماً في بابه، وإضافة نوعية لكتب التراث التي ترى النور.
ولما كان أصل الكتاب رسالتين علميتين صُدرت كل رسالة منهما بمقدمة وتمهيد، فقد عمدنا لدمج المقدمتين والتمهيدين المثبتين بأصل الرسالتين مع التأليف بينهما، وحذف ما تكرر فيهما من مسائل، وأثبتنا اسم كل محقق على الجزء الذي قام بتحقيقه.
أما الفهارس واختصاراً للوقت فقد اكتفينا بثبت المصادر والمراجع، وفهرس الموضوعات، علماً بان الرسالتين في الأصل ذيلتا بفهارس عدة، هي: