[المبحث الأول: عصره وبيئته من الناحية السياسية والاجتماعية والعلمية]
حفلت الفترة التي عاش فيها ابن الصلاح (٥٧٧ - ٦٤٣) هـ بأحداث عظيمة حلَّت بالأمَّة الإِسلاميَّة، تشيب لها مفارق الولدان:
فقد ظهر التتار من جهة الشرق ففعلوا الأفعال التي يستعظمها كل من سمع بها، فقد قتلوا الآلاف من المسلمين، وخرَّبوا المساجد والمدارس، وسبوا النساء والصبيان، وأوسعوا البلاد بالنهب والفساد، فما دخلوا بلداً إلا قتلوا من ظفروا به من المقاتلة والرجال وكثيراً من النساء والصبيان والأطفال، وأتلفوا ما فيه بالنهب إن احتاجوا إليه، وبالحرق إن لم يحتاجوا إليه، وكانوا يأخذون الأسرى من المسلمين فيقاتلون بهم، ويحاصرون بهم، وإن لم ينصحوا في القتال قتلوهم.
(١) مصادر ترجمته: ذيل الروضتين لأبي شامة (توفي ٦٦٥ هـ)، ص ١٧٥ - ١٧٦، وفيات الأعيان لابن خلكان (توفي ٦٨١ هـ)، ٣/ ٢٤٣ - ٢٤٥، ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة لابن رشيد (توفي ٧٢١ هـ)، ٣/ ٢١٧ - ٢١٩، برنامج التجيبي للقاسم بن يوسف التجيبي (توفي ٧٣٠ هـ)، ص ١٣٩ - ١٧١ - ١٤٠، المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء (توفي ٧٣٢ هـ)، ٣/ ١٧٤، طبقات علماء الحديث للدمشقي (توفي ٧٤٤ هـ)، ٤/ ٢١٤ - ٢١٧، دول الإِسلام للذهبي (توفي ٧٤٨ هـ)، ٢/ ١٤٩، سير أعلام النبلاء للذهبي ٢٣/ ١٤٠ - ١٤٤، تذكرة الحفاظ للذهبي ٤/ ١٤٣٠ - ١٤٣١، العبر في أخبار من غبر للذهبي ٣/ ٢٤٦ - ٢٤٧، برنامج الوآدي آشي (توفي ٧٤٩ هـ)، ص ٢٦٩.