للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن بلغ خمسة عشر (١). فقوله "حيض" كذا وقع (٢) في "الوسيط"، و"البسيط" (٣)، وفي أصلهما "نهاية المطلب" (٤)، وصوابه: أنه نفاس؛ فإنه (٥) بين دمي نفاس (٦)، وهذا لا ريب فيه، وأحسبهما عبَّرا بالحيض عن النفاس (٧) تساهلاً، وتجوُّزاً من حيث إن النفاس كما قيل: هو الحيض المجتمع زمان الحمل (٨)، وذلك وإن كان بعيداً لفظاً لا سيَّما في هذه المسألة التي مبناها على الفرق بين الحيض والنفاس، فيقرِّبه أنه يبعد اجتماع هذه الكتب على الغلط، وقد صحَّ التعبير بصيغة النفي عن (٩) الإثبات، وبلفظ أحد الضدين عن الضد الآخر، على ما عرفت شواهده في كتاب الله تعالى وغيره (١٠)، اعتماداً على


(١) انظر: الوسيط ١/ ٥١٤، فتح العزيز ٢/ ٦٠٠، روضة الطالبين ١/ ٢٨٦.
(٢) في (ب): وقع هكذا.
(٣) في (أ): البسيط والوسيط، بالتقديم والتأخير، وانظر البسيط: ١/ ل ٧٥/ ب.
(٤) انظره ١/ ل ٢٠٣/ أ - ب.
(٥) في (أ): لأنه خانة.
(٦) انظر: التنقيح ل ٨٠/ ب.
(٧) في (ب): عن الحيض بالنفاس.
(٨) انظر: المهذب ١/ ٤٥.
(٩) في (د): على، والمثبت من (أ) و (ب).
(١٠) مثال التعبير بصيغة النفي عن الإثبات من القرآن قوله تعالى {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} أي أقسم بيوم القيامة، وبهذا البلد. انظر: تفسير القرطبي ١٩/ ٦٠. ومثاله من غير القرآن قول الشاعر:
تذكرت ليلى فاعترتني صبابة ... فكاد صميم القلب لا يتقطع
ومثال التعبير بأحد الضدين عن الضد الآخر من القرآن: قوله تعالى {وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} سورة النحل الآية [٨١] أي تقيكم الحر والبرد. انظر: التسهيل لابن جزيء ٢/ ١٥٩، فتح القدير للشوكاني ٣/ ٢٦٥، أضواء البيان للشنقيطي ٣/ ٢٩٨. ومثاله من غير القرآن قول الشاعر:
وما أدري إذا يممَّت أرضاً ... أريد الخير أيهما يلِيني
أالخير الذي أنا أبتغيه ... أم الشر الذي هو يبتغيني
وانظر تفسير القرطبي ١٠/ ١٠٦.