للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سليمان (١) ما لا أحصي صلاة الصبح والمغرب، فكان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم قبل فاتحة الكتاب (٢)، وبعدها، وسمعت المعتمر يقول: ما آلوا أن أقتدي بصلاة أبي (٣)، وقال أبي: ما آلوا أن أقتدي بصلاة أنس بن مالك، وقال أنس: ما آلوا أن أقتدي بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". رواه الحافظ أبو بكر البيهقي (٤) وقال: "رواته كلهم ثقات". وليس هذا مناقضاً للذي قبله؛ لإمكان أن يكون أنس سمعه من بعض الصحابة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرواه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ذكر أنه مقتدٍ به فيه. ثم إنه ليس في نفي الجهر إثبات الإسرار؛ فإن الجهر قد يطلق ويراد به: الجهر الشديد (٥) قال الله تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} (٦). وفي بعض ما ذكرناه جواب عمَّا احتجوا


(١) أبو محمَّد المعتمر بن سليمان بن طرخان التيمي البصري، مولى لبني مرة، ونسب لتيم لنزوله فيهم هو وأبوه، قال عنه الحافظ ابن حجر: "ثقة"، روى حديثه الجماعة، توفي سنة ١٨٧ هـ. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل ٨/ ٤٠٢، تذكرة الحفاظ ١/ ٢٦٦، تقريب التهذيب ص: ٥٣٩.
(٢) سقط من (ب).
(٣) هو أبو المعتمر سليمان بن طرخان التيمي البصري، قال عنه الحافظ ابن حجر: "ثقة عابد"، روى حديثه الجماعة. توفي سنة ١٤٣ هـ. انظر ترجمته في: التاريخ الكبير ٤/ ٢٠، تذكرة الحفاظ ١/ ١٥٠، تقريب التهذيب ص: ٢٥٢.
(٤) في معرفة السنن والآثار ١/ ٥٢٥. وممن رواه كذلك: الحاكم في المستدرك ١/ ٢٣٣ - ٢٣٤ وقال: "رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات".
(٥) انظر: القاموس المحيط ٢/ ٥٠، المجموع ٣/ ٣٥٣.
(٦) سورة الإسراء الآية (١١٠). وراجع تفسير ابن كثير ٣/ ٦٩.