للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثابت، ولا قياس، فالأولى أن لا يفعله، ويقتصر على ما فعله السلف - رضي الله عنهم - من رفع اليدين دون مسحهما بالوجه في الصلاة وبالله التوفيق" (١). وروى بإسناده (٢) عن عبد الله بن المبارك (٣) أنه سئل عن مسح الوجه بعد الدعاء فقال: "لم أجد له ثبتاً". وله - أعني البيهقي - رسالة إلى الشيخ أبي محمَّد الجويني ينكر عليه فيها قوله بأشياء ضعيفة منها مسحه وجهه بيديه في قنوت الصبح (٤). قلت: روى الترمذي (٥) بإسناده عن (٦) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع يديه في الدعاء (٧) لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه). ونقله الشيخ عبد الحق (٨) إلى كتابه


(١) السنن الكبرى ٢/ ٣٠٠ - ٣٠١.
(٢) أي البيهقي انظر: السنن الكبرى الموضع السابق برقم (٣١٥٢).
(٣) هو الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي مولاهم المروزي، قال عنه الحافظ ابن حجر: "ثقة، ثبت، فقيه، عالم، جواد، مجاهد، جمعت فيه خصال الخير". روى حديثه الجماعة، توفي سنة ١٨١ هـ. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل ٥/ ١٧٩، تهذيب الأسماء ١/ ٢٨٥، السير ٨/ ٣٧٨، تقريب التهذيب ص: ٣٢٠.
(٤) انظر: المجموع ٣/ ٥٠١، وقد طبعت هذه الرسالة ضمن طبقات الشافعية للسبكي ٥/ ٧٧ - ٩٠، ومسألة مسح الوجه باليدين ضمنه ٥/ ٨٣ - ٨٥.
(٥) في جامعه كتاب الدعوات، باب ما جاء في رفع الأيدي عند الدعاء ٥/ ٤٣٢ رقم (٣٣٨٦).
(٦) في (ب): إلى.
(٧) في (أ): للدعاء.
(٨) هو أبو محمَّد عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين الأزدي الأندلسي الإشبيلي المعروف بابن الخراط، الإمام، الحافظ، الفقيه، الخطيب، له كتاب الأحكام، والجمع بين الصحيحين، والمعتل من الحديث، وغيرها من المصنفات الكثيرة في الحديث، والغريب، والعلل، والأنساب، توفي سنة ٥٨٢ هـ انظر ترجمته في: تهذيب الأسماء ١/ ٢٩٢، السير ٢١/ ١٩٨، تذكرة الحفاظ ٤/ ١٣٥٠.