للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قوله في الإنصات: "إن قلنا: لا يجب فيشمِّت (١) العاطس، وفي رد السلام وجهان؛ لأنه تَرَكَ المستحب اختياراً" (٢) معناه: يستحب تشميت العاطس، وفي استحباب رد السلام وجهان: أحدهما: لا يستحب؛ لأن المسلِّم ترك بسلامه المستحب من الإنصات اختياراً، بخلاف العاطس في عطسته، فإنها بغير اختياره، فلا يستحب رد سلامه، وحكى صاحب "التهذيب" (٣) الوجهين في وجوب الرد وقال: "أصحهما وجوبه". لكن إمام الحرمين شيخه إنما جعلهما (٤) في الاستحباب كما ذكرنا (٥)، وعليه دلَّ سياق كلامه في "الوسيط"، فإن قوله "وفي الرد وجهان" ترديد منه فيما قطع به في الذي قبله من تشميت العاطس، والذي قطع به في تشميت العاطس إنما هو الاستحباب لا الوجود فاعلم ذلك (٦).


(١) في (د): فتشميت، والمثبت من (أ) و (ب).
(٢) الوسيط ٢/ ٧٥٥٦. وقبله: إن قلنا: يجب الإنصات ففي من لا يسمع صوت الخطيب وجهان؛ لأنه ربما يتداعى إلى كلام السامعين. وعلى وجوب الإنصات لا يسلَّم الداخل، فإن سلَّم لا يُجاب، وفي تشميت العاطس وجهان؛ لأنه غير مختار. وإن قلنا: لا يجب ... إلخ
وقد صاغ محقق الوسيط كلام الغزالي صياغة توهم خلاف المقصود؛ فقد قال - بعد قوله "أنه غير مختار" -: فإن قلنا: لا يجب تشميت العاطس ففي رد السلام وجهان ... إلخ، فقد جعل قوله: "ن قلنا: لا يجب" تفريع لقوله "في تشميت العاطس وجهان"، وإنما هو تفريع لقوله "ن قلنا: يجب الإنصات" والله أعلم.
(٣) انظر: التهذيب ص: ٦٩٤.
(٤) في (د): جعلها، والمثبت من (أ) و (ب).
(٥) في (أ) و (ب): ذكرناه. وانظر نهاية المطلب ٢/ ل٩٠/ أ.
(٦) وانظر: فتح العزيز ٤/ ٥٩١.