به سير امروهم وساروا من اهل اليقين وصنعوا هولاء المنافقين
فدع ماشئت من عم وخال ... وجد عن عيون الفقر خال
وحصل ان اردت العز يوماً ... علوماً ضؤها نور المعالي
وجانب فتية ضلوا فتاهوا ... وباتوا عاكفين على المحال
وصاحب يا اخا الفتيان بحراً ... تروي القلب من حر الضلال
وجاهد كي تكون به خبيراً ... وقدم نعله فعل الموال
فمن امسى لاهل الفضل عبداً ... تحرر بالمعارف والجلال
ومن ارخي على العرفان ستراً ... رماه الجهل في سوق الجمال
اقول قولي هذا وانا على يقين من ن الجهل استعبدنا وطردنا عن التقدم وابعدنا واكثر فينا الامال واوقعنا في سوء الاعمال فصرنا اضحوكة بين الانام ولعبة بيد الطفام وما اسمع الا سوف ندرك من تقدم وننقذ من تندم وسنعمل عمل المتمدنين حتى نسبق المتقدمين ثم ما اري الا المزاحمة على الابهة والظهور والمسابقة الى ما يقصم الظهور واكل لحوم انفسنا بالغيبة ورمي عظمائنا بالشكوك والريبه وما الزمني ترك التلويح والميل الى التصريح الا خوفي على الصغار من سوء افعال الكبار فان الطباع جبلت على التقليد وطبعت على عدم التقييد خصوصاً والغرب يصيدنا بالملاهي مادا نظره الى التناهي ونحن نمده بما يقوي ثروته وبأيد طوته وتستحسن كلما رأيناه من المصائد ونفتخر بما ناخذه عنه من العوائد فاذا لم يحفظ الجيل الصغير من خرافات الكبير يئسنا من حسن الحال وزدنا في الوبال واستعصى الداء الدوا ومالت النفوس مع الهوى وهاهي الجمعية فتحت باب الاجتهاد ومهدت سبل الاستعداد وابتدأت افعالها الخيرية بمدرستها العلمية فيالها جمعية كفلت الايتام والفقراء وفتحت بابها للاعيان والامراء يتمتعون بثمرتها الادبية ومواعظها لخطابية لتجتهد الامراء والاعيان في تربية البنات والغلمان حتى تتنبه الافكار للاختراع وتتوصل بالمعارف الى الابتداع فما ضر الابناء الا جهل الامهات وتربيتها الاطفال على الترهات فو ذاقت الام لذة المعرفة لشب رضيعها على احسن صفه ويفع مستعداً للكمالات ونبغ وهو في احسن الحالات واسفي على قوم لم يعرفوا الا الخلاعات وقد انفوا حتى من نظر المخترعات واذا سمعوا من خطيب معنى قالوا بالله دعنا واترك المعارف لاهلها ودع وعر الطرق بسهلها فغاية القصد ان تحصل على العيش ونلبس ولو غليظ الخيش وانا استفتي مثل هذا البليد عن صاحب المعارف السعيد ومن هم اهلها اذا لم يكن لها اهلا ولم يذق من عذب موردها نهلا اهم الحمير الفارهة في الجري