للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ٨٣ -

وانعم بنا اذا نظرنا الى بلادنا نظر العقلاء وقمنا بامرنا قيام الحكماء وصرنا لاميرنا عضدا بتقوى به على الوقاية وحصناً يأوى الينا وقت الحماية ولا ندرك هذه الغايات الا بعقد الجمعيات واحياء العلم الدارس بافتتاح المعمل والمدار وهذا اول محفل ادبي عقد في دمنهور وطلعت في سمائه من اعيان البلاد بدور فحافظوا على بقائه لتدركوا الفلاح وتدخل ابناءكم بالادب ساحة النحاح واله يرشدكم للنظر والتحقيق ويجعل اعمالكم ومقرونه بالتوفيق

فقمتُ وقلتُ لهُ صدقت وبررت

فان من لهُ عين ينظر بها ومن لهُ قبيلة يفتخر با نتسابها ومن لهُ دار سعى في عمارها ومن عرف صنعة اجتهد في انتشارها ومن اولي مالاً اتقن حسن صرفه ومن استودع شيئاً اليكم غلق ظرفه ونحن لنا اين ولكن سرنا عنها العيان ولنا ماصل ولكنه في زوايا النسيان ولنا دار ولكننا نهدمها بايدينا ونعرف الصنعة ولكن تركناها لاعادينا وقد اوتينا مالاً فصرفناه

فيما يهلك الوطن واستودعنا الانسانية فجعلناها خسارة البدن وقد استبدلنا تلك الخصال بذميم الفعال ان دهمنا عدو اعناه علينا وان خدعنا انسان وهبناه ما لدينا وان تقدم منا واحد مقتناه وان نبغ فبنا شخص هجرناه تمشي فيها على ذكر الاباء ونميل المغفلة وان قبحت الابناء

وما الفخر بالعظم الرميم وانما ... فخار الذي يبغى الفخار بنفسه

فلو كان عندي مليون من الجنيه واحكمت غلق الصناديق عليه ولبست من الثياب افخرها وركبت من الخيل اشهرها وكنت مع ذلك بلا لب اعقل به ولافكر به انتبه ولاخير يؤثر عني ولاصديق يقرب مني ايحسن بي ان اقول انا انسان وانا بهذه الحاله اقل من الحيوان ومن ي بتفهيم من يقول كان ابي السيد الماجد ثم هو على الطبع البارد الجامد فانهُ لوعلم نهايته لاحسن بدايته ولكن لعجاب المرء بنفسه ينسيه فضل يومه قبل امسه وغروره بامواله يوقعه في سوء احواله واقبح من هذا الغافل جاهل يدعي انه فاضل يخدع الجهلاء بالشقشقة وبظهر العالمية بالمشدقة وهو اعجز من الصلد عن النطق واحق من المجرم بالشنق فان العلم بريئ من هذه الاخلاق فقد اختصت اهله بطاهر الاذواق وانفقت في كسبه الروح والمال وسهرت في تحصيله الليال تراهم دون العالم في زوايا الخمول مع انهم ادركوا القصد والمأمول وساروا بدوراً في سماء الانسانية يهتدي بنورهم ذو الهمة العلية فمن لنا برد اهل الدعوى الذين عمت بافكارهم البلوى قد غلبوا اهل العلم بالنفاق والتخبنتر في الاسواق فظنت الجهلاء ان هؤلاء النبهاء ولو عرفوا ساداتنا العلماء لاسرعوا اليهم من سائر الانداء واقتبسوا من نورهم ما يحسنون