مقاليدهم اليه وامتثالهم لاوامره لوثوقهم بافكاره وحسن مساعيه الوطنية فسير الهمام الجليل صاحب العزة عبد العال بك حلمي بالاية السادس الى دمياط وكان له موكب فصلته الجريد المحروسة الغراء ثم سير البطل الصنديد رئيس تلك العصابة الشريفة صاحب العزة احمد بك عرابي بالايه الرابع الى راس الوادي فتلقى امره بالقبول وقد سار في الساعة الثانية من يوم الخميس ١٣ القعدة سنة ٩٨ في موكب شهده الالوف من الناس وقد رايته بعينيك فصفه لمن غاب عنه وكان هذا هو العلاج لدائي وقد
برئت ولم يبق معي الا بعض هزال من اثار المرض ستذهب بعناية اهلي بي عندما ينظرون في امري بافكارهم الميرة ان شاء الله
فقل للذي يجري ليدرك شأونا ... رويدك اجهدت المطي من السير
فما كل فتاك الى العرب ينتمي ... ولا كل ارض الكون تعزي الى مصر
ومن يبتغي ملكاً كملك محمد ... تعزز بالجند المؤيد بالنصر
ترديد صوت الحادي ... يسير الالأي الرابع الى الوادي
في الساعة الثانية من يوم الخميس تمت اهبة الفرسان الضواري فاصطفوا يناهون نجوم السماء باقمار الارض وقد حملوا بنادقهم فزادوا اشراق الشمس بهجة ببريق سيوفهم اللامعة وساروا مع العز والاقبال ترمقهم العيون وتصحبهم القلوب وقد انتظم الناس في جانبي الطريق انتظام اللالي في العقود وكان ترتيب الموكب العظيم على هذا النظام البديع
في مقدمته فرقة خيالة بايديها السيوف مجردة تخطف الابصار باشعتها وتفاخر صفاء الجو بجلائها يتبعها عدد من المشاة يحملون البنادق خلفهم فصيلة من الضباط على الظهور الجياد تتبختر بهم تبختر المدل بنفسه المعجب بجماله وبايديهم المهند قد اضر به الرقاد فخرج من غمده يصارع الانوار ويلاعب الاضواء يتلوهم مطلع الحرية وفارس الحمية وحافظ الوطنية السيد الفارس الخطيب الواعظ جوهرة هذا العقد الثمين صاحب العزة احمد بك عرابي وقد حاطت به الاسود المصرية الضباط الفخام مجردة سيوفها مشيرة بها الى حمايته وتأييد دعوته فكانت في اشتباكها كانها مظلة تحجب اشعة الشمس عن عضد الخديوي المعظم ومنقذ الوطن من الاسترقاق وناهيك بمن سل بين يديه مائتا سيف وهو بين اسودها كانه البدر في وسط النجوم او تلك السيوف اكف الداعين وهو نور ليلة القدر يتبع هولاء الابطال ليوث تحمل البنادق كانها واقية الفرسان او حامية المقدام خلفهم المسيقى تصدح بالحان لو عربتها لنطقت بهذه الابيات