للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ٢٧٩ -

متى نراكم جميعا ... كالاسد فوق النجائب

ويصبح القطر روضا ... ما فيه في الارض غائب

توفيق مصر تجلى ... وحاز اعلى المراتب

والجند اضحى ينادي ... فزنا بكل الرغائب

ياآل مصر علوتم ... بالحزم فوق الترائب

دمتم ودام الخديوي ... ابو الوفا والمواهب

فشكره اليوم فرض ... ومدحه الدهر واجب

وخلف الموسيقى رجال الالآلي بل حماة الديار وحفظة الاوطان ثم ما زال سائراً حتى دخل الحسينية وقصد باب الفتوح فمر به والوية الحمد تتلو على النسيم بالسنتها ايات ولم يبقى وطني ولا اجنبي الا وهو سائر بسير الجند المؤيد والعذارى والمخدرات تمطرهم بماء الورد وباقاته من الشبابيك وتشير بمناديلها الرقيقة اشارة الفرح المسرور والسنتها تنادي دمت يا جيش الحماية دمت يا محرر الاوطان دام الخديوي مؤيد الشجعان

فلما وصل الحمالية دخل من عطفة المحكمة قاصداً مقام السيد السند غصن الشجرة النبوية وفرع السلالة الطيبة المصطفوية سيدنا الامام المعظم الحسين ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف الموكب وسلم على هذا البدر المنير ثم نزل مقدامهم الهمام احمد بك ودخل المسجد الشريف وقد حفت به الابطال ولواء الالآلي مرفوع على راسه مكتوب في صفحة هذا اللواء الجليل (انهم لهم المصورون وان جند هـ لهم الغالبون) وفي الصفحة الثانية (لا اله الا الله محمد رسول الله) ثم دخل القبة الشريفة وطاف بالمقام الطاهر واستقبل القبلة ورفع الاكف الى الله ودعا لمولانا الخديوي بطول البقاء والاعزاز وللجند بالنصر ودوام الاتحاد وللوطن بالتأييد والحفظ من الاعداء ولاهله بالتوفيق والهداية فأمن عليه الجند وخرج والعيون محدقة به ثم علا ظهر جواده وسار في موكبه السامي ماراً من السكة الجديدة الى الشارع الموسكي فتطاولت اليه اعناق الرجال ورفعت له القبعات مشير اليه اشارة المجد والسنة الاجانب تنطق من الجانبين (احمد بك عرابي) وقد لسق الى المحطة رئيس هذا الجيش المنصور وقائد زمامه الهمام المدره الليث المنجد ابو المعالي صاحب السعادة والسيادة محمود باشا سامي يصحبه الكثير من الامراء الكرام والذوات الفخام كما ازدحم الالوف من الناس على اختلاف اجناسهم ينتظرون قدوم الابطال الى

المحطة مع الالالي الثاني حتى لم يبقى شبر من الارض يسع قدما غير الواقف عليه فلما انتهى بهم السير في الساعة الرابعة اخذ الجند راحته بعد اننادى قيهم مقدامهم (افندمز جوق يشا ثلاثا) ثم نزل ولا سبل للمشي في هد الضباط في فتح طريق يصل بها الى الرصيف وكنت بجواره ضاربا يدي بيده الكريمة فما وصلنا الرصيف الا بعد جهد وعناء وهناك اصطف الالوف من الامراء والوجهاء والاعيان تتخللهم الضباط الكرام واحدقت بنا الابصار وحوم علينا طير الافكار فوقف هذا البطل المقدام موقف الخطيب وتكلم بهذا الخطاب الدال