على قوته واقتداره على الكلام والانشا وناهيك بمن يقف في هذا الموقف العظيم مرتجلا ودونك الخطاب بلفظه وعبارته ونصه وقد سمعه لفيف مؤلف من الوف
سادتي واخواني
بكم ولكم قمنا وطلبنا حرية البلاد وقلعنا غرس الاستبداد ولا ننثني عن عزمنا حتى تحي البلاد واهلها. وما قصدنا بسعينا افساداً ولا تدميراً ولكن راينا اهلنا في اذلال واستعباد ولا يتمتع في بلادنا الا الغرباء فحركتنا الغيرة الوطنية والحمية العربية الى حفظ البلاد وتحريرها والمطالبة بحقوق الامة وقد ساهدتنا العناية الالهية ومنحنا مولانا واميرنا الخديوي ما طلبناه من سقوط وزارة المستبد علينا السلري بنا في غير طريق الوطنية وتمتعنا بمجاس الشورى لتنظر الامة في شؤونها وتعرف حقوقها كباقي الامم المتمدنة في العالم. ومن قراء التواريخ يعلم ان الدول الاوروباوية ما تحصلت على الحرية الا بالتهور واراقة الدماء وهمتك الاعراض وتدمير البلاد ونحن اكتسبناها في سلعة واحدة من غير ان نريق قطرة من دم او نخيف قلباً او نخدش شرفاً وما اوصلنا لهذه الدرجة القصوى الا الاتحاد والمعاهدة على حفظ شرف البلاد فالان ننادي بصوت واحد (يعيش الخديوي واهب الحرية يعيش الجيش المصري طالب الحرية تعيش الحرية في مصر خالدة موبدة) فاجابه الجميع بما نادى به وصفقوا تصفيقاً طال زمنه ثم عاد الى الخطابة وقال نحن الان في نعمة جليلة وعزة جميلة وقد فتحنا باب الحرية في الشرق ليقتدي بنا من يطلبها من اخواننا الشرقيين على شرط الهدو والسكينة وعدم حدوث ما يكدر صفو الراحة كما اننا القينا مقاليدنا الى وزرائنا الكرام ورئيسهم الشهم الهمام شريف النفس والقدر وبين ايديهم عقبات ومصاعب فلا نزيدهم ارتباكاً بتخاذلنا وتهورنا بل نلزم وحدة الاتحاد ونحافظ على البلاد
ونسير معهم في طريق الاصلاح اينما ساروا وانا قائمونالى راس الوادي اطاعة لامر رئيسنا الوطني الحر القائم بخدمة الوطن واهله سعادتلو محمود باشا سامي ناظر جهاديتنما ليعلم الجميع ان قيامنا كان لطلب الحقوق لا العقوق وان الطمانية والراحة عادت كما كانت وعدنا لما راينا عليه من طاعة مولانا الخديوي وخضوعنا اليه والى وزرائه الفخام فلا تاخذكم الاراجيف واشاعة اعداء الوطن وثقوا بسعي اميرنا ورجاله.
واخص اخواني الجهادية بحفظ وحدة الاتحاد وعدم الاصغاء الى الوشاة والحساد فانكم تعلمون اننا جاهدنا في هذا الامر سنين حتى ربطنا القلوب والغنا النفوس وبيننا من الاعداء من يسعى في تخاذلنا واشعال نار الفتنة فينا فاردعوهم بالفاظ التقريع واحفظوا لنا ما عاهدناكم عليه فالبلاد محتاجة الينا واما مناعقبات ان لم نقطعها بالحزم والثبات والاضاعت مبادئنا ووقعنا في شرك الاستبداد بعد التخلص منه تعلمون انكم كما قمتم واخلصتم امراءكم الثلاثة بل