للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ٢٨١ -

اخوانكم من النفي الذين انا واحد منهم قمنا لكم وخلصنا الوطن من الاسعباد ورفعناه الى عرش الحرية

وما الفخر بالعظم الرميم وانما ... فخار الذي يبغى الفخار بنفسه

ونحن نفتخر بالابناء فقد فتح لنا الاباء الفتوح ونحن حفظناهم فاجعلوا عروة الاتحاد وثيقة واني سائر باخوانكم الى راس الوادي فاستودعكم الله جميعا واقبل اخي علي بك فهي نيابة عن الجيش واخي محمد افندي عبيد نيابة عن المودعين من الامة الشريفة ثم قبل هذا وهذا وعلت الاصوات بالدعوات واحمرت الاكف من التصفيق ونزلت القبعات من اعلا الروس الى مواطىء الاقدام

ثم دار بي الضباط ورفعوني على مرتفع هناك رجاء الخطابة ولكن من سمع هذه الخطابة البديعة الجامعة او قراها عذرني في ضيق المقام على اذ لم يترك هذا الهمام مقالا لقائل ولا مجالا لجائل ولكن الاريحية العربية ابت الا اجابة هولاء الابطال فابتداءت الخطاب بقولي

سادتي واخواني وابائي

خبروني عن محفلنا العظيم المشتمل على الالوف من الناس في اي ارض هو وبمن احتفل لنحن في ساحات باريس نحتفل بخطيبها السياسي الغريب ام نحن في لوندرة نزدحم على مجلس الشورىنسمع ما يقال فيه ام هذه اسود غمت الفريسة ونحن ننظر اليها ام انتم نجوم

حول بدر في سماء وانا اتصور اننا على ظهر الكرة ام هذه العصبة الوطنية جاءت لتودع الجيوش المصرية ومطلع شمس الحرية

احمد بك عرابي (تصفيق استحسان)

اروني امة بلغت مناها ... بغير العلم او حد اليماني

قضت علينا الشقوة بوجودنا في زمن الخسف ومدة الاستعباد فرأينا المشنوق من اهلنا والمصلوب والمذبوح والحريق والموضوع على الخازوق والمشرد والمغرب والمنفي والمسجون والمنهوب والمسلوب ولا ذنب لنا في هذا كله الا عدم المحافظة على البلاد ثم راينا الدور الثاني فشهدنا جنازة المسموم والمخنوق وودعنا المنفي ولا جناية لهولاء الا المطالبة بحقوق الامة ثم وصلنا الى الدور الثالث فراينا مساعدة الاجنبي واكرامه وتكثير العطية وتسليمه ازمة الكثير من اشغالنا واذلال الوطني وضياع حقه وتركه في زوايا الاهمال فوقفنا عند هذا الحد وسعينا في طريق الاتحاد وجمع القلوب وكنا لا ننطق بمثل هذه الاصوات الا في خلوة بصوت الهمس حتى ادركتنا العناية الالهية باشراق شمس التوفيق علينا فرفعنا بها الصوت الى حيث يسمع من يضع اذنه على فم المتكلم وما زلنا مجدين في هذا الطريق الخطر حتى اعربت الجيوش عن ضمائرنا وترجمت الحمية عبارتنا ونادى الجند المظفر المنصور بحقوق الامة بين يدي اميرنا الجليل فانعم وتفضل ومن تكرم واعتق من الرق فاستاسر النفوس بانعامه