الرأي قبل شجاعة الشجعان ... هو الاول وهي المحل الثاني
وقد اخذتم بالحزم وتمسكتم بحبل الاتحاد حتى رفعتم الى المقام الاعلى واعلموا ان مثلنا مثل من كان في بئر لا سلم لها فابتدأ يحفر السلم بعناء وجهد وكاما حفر طاقة وضع رجله فيها وارتقى لغيرها حتى وصل فم البئر بعد اليأس من الحياة ورأى شجرة تدلت اغصانها وقد خيم فيها العنكبوت فان تعلق بحبل العناكب هوى وتهشم وكانت النكسة شرا من الداء وان تعلق بالاغصان نجا وخرج من ذلك المضيق ونحن انشاء الله سنقبض بالحزم والهدو
على اغصان شجرة اصلها ثابت وفرعها في السماء
تلك وحدة الاتحاد الوطني والجد في طريق التقدم ومنع التهور والتظاهر بما يجلب علينا الشرور وليست الحرية تتبع الشهوات البهيمية والاغراض الذاتية وانما هي معرفة الحقوق والواجبات والسير تحت لواء الانسانية النؤددة والسكينة
فما الفخر في جمع الجيوش وانما ... فخار الفتى تأليف قلب المساكر
ونحن الان لسنا في ارض مصر لا يرانا الا اهلنا ولا يعرفنا الا نزلاؤنا بل نحن في روس السياسين في سائر الممالك تقلبنا الافكار على اكف السياسة وتشخص اعمالنا في ملاعب العقول ومن سكن روس العظماء واشغل الملوك بعمله كان حقيقا بنظر العواقب حذراً من سود الطوارىء معداً لكل سوال جواباً ولكل مناوش قوة لا ينام الا عن امن ولا يقوم الا بفكر ولا يبحث الا عن الدسائس واخماد نار الفتنة وقد جعلنا هذه المصاعب خملاً على عواتق وزرائنا وكتاباً بين يدي خديوينا وهم لا يقوون على هذا الحمل الثقيل الا بخضوعنا وسكوننا وحفظ علائق الاجانب النازلين بارضنا وطاعة امرائنا فيما يامرون به من دواعي الاصلاح. وقد كفاكم من الفخر انكم ملكتم زمام الحرية مع حفظ الارواح والاغراض بعد ان علمتم ان فرنسا اهلكت في حرب البستيل عشرات الالوف من الارواح واضاعت مئات الالوف من الاموال
والتاريخ يشهد ان كثيراً من الجند تظاهر على مليكه فمنهم من خلع ومنهم من قتل وانتم وقفتم بين يدي مليكنا وقفة المتأدب الطامع في كرم مولاه فلم تربعوا قلبا ولا خرجتم عن حد الادب لما تعلمونه من حب مليكنا للحريةوسعيه في تقدم الامم وحفظ بلاده وقد منحكم الطلب وهو عنكم راض فانعم باميرنا المعظم وانعم بجيشنا المؤدب المهذب ويمثل هذه الآداب تحفظ البلاد وتعمروها انا انادي