للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

- ٢٩٨ -

منها بل اولها وقاية البلاد من الاعداء وامتداد اعين الطامعين اليها

ولا يهولكم دخول دراعة او اكثر في مينا اسكندرية فليس في الامر ما يضر بمصالح الدولتين حتى نضطر لفتنة حربية فان اميرنا ورئيس نظارنا والامراء العثمانين احكم من ان يدعوا لاجنبي قدماً في هذا الطريق ومن تأمل لزيارات الوفد وحسن العلاقة بينه وبين اميرنا ورجال حكومتنا علم كيف تنحل المسألة بلا نزاع ولا جدال خصوصاً وان امراء الجند اعزهم الله اطوع لاميرنا من الظل للجسم واحرص الناس على حفظ حياته الطيبة وتمكين دولته وتوطيد الامن في بلادنا.

والاجانب عندنا ممتعون بافكارهم غارقون في نعمنا آمنون في بلادنا رابحدون من اموالنا يرفلون في ثياب عز لا نحلم بمثلها ومن كان بهذه الصورة كان من الواجب عليه شكارا لنعمة ان كان من العارفين

فالله الله عباد الله في بلادكم وانفسكم واعراضكم فاجتنبوا كبائر النفور وصغائر الضغائن

والاحقاد ولا تقولوا هذا عربي وهذا تركي وهذا جركسي فكلمة الوطنية تجمعنا ووحدة الدين تنادي بيننا بالاتحاد ومنع التخاذل المضر بنا وليس للسلامة طريق الاالهدو والسكينة فالزموهما واجعلوا آذانكم مفتحة لاخبار الدول ومحاورتها واجعلوها حديث السمر وعبارة المنادمة لتكونوا مرشحين للحكومة مهيئين للشورى ولا تظنوا اننا في الزمن السابق زمن الخوف من التكلم في السياسة فقد مات البصاص وذهب المستبدون واصبحت الحكومة تنبه افكار رجالها وتدربهم على السياسة ونقدها والتأمل لها فاجعلوها الورد المقرؤ والسورة المحفوظة وابحثوا فيما تتقدم به البلاد بافكار حدرة وتداول لا يدخله جدال ولا غرض. واعلموا ايكم الله ان امام حكومتنا عقبات فلا نعوقها عن قطعها بمشاكلنا الداخلية والدسائس المهيجة والفتن القبيحة واحذروا من بعض قوم منبثين في بلادنا يوغرون الصدور ويرهبون النفوس باباطيل واضاليل لا حقيقة لها وما يدعوهم لهذا الفساد الا حبهم للظلم وميلهم للنهب والاستبداد فان الاموال وكثرة النعم مما تفسد الاخلاق وتقلب حقائق الرجال فقد رأينا من كان يدعي الحرية ويتألم من احكام الامير السابق ويسعى في الحث على الاتحاد ويذم الظلم والبغي قد انقلبت حقيقته وتكدرت افكاره واصبح يتمدح باعمالها وافعالها ويذم الحرية والتساوي ويسلب من رجالنا قوة الادراك والتعقل ويرميهم بفساد الاخلاق وعدم الاستعداد للشورى وما قلب حقيقته الا تمتعه بقليل من المال بعد ان كان لا يملك نقيراً فمثل هذا لا يعول على فكره ولا ينظر اليه فانه عبد الفرج والبطن وهو اذل من عبد العصا فلا يوثق به ولا بقوله وكثير من هذا القبيل يموهون الكلام ويخوفون الامة بطوارق يتحدثون بها واكاذيب يختلقونها ولكن الله اعمى الابصار واصم الاذان فهم بيننا