للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

- ٤٢ -

فقلت لهُ سيدي لو كلفت نفسك بالسعي الى كمرك اسكندريه ووقفت من دفاتره على مقدار مايدخل من المسكرات لعلمت ان في اوروبا الف معمل تشتغل على لمت الشرق ولم يفتحها الا حساب

القرش والقرشين الذي قدمته اليك او تفضل معي نزر البير والخمارات والقهاوي

والحشيش وبيوت المومسات لتعلم ان العدد الذي قدرته لك لايبلغ عشر ماتراه وان مصرفهم في كل ليلة يزيد عن حسابي عشرة اضعاف

فاهتز احد المهذبين وضرب الكف بالكف وارسل الدموع حزناً على فقد الرشد وضياع الالباب وقال باية وسيلة نصل الثروة التي ذكرتها ومن يحفظ لنا نظام ماليتنا اذا تركنا اللهو وتبعنا نصحنك وطريقة اقتصادك فقلت له الامر سهل ياولدي فما هو باكثر من اجتماع الاعيان في كل مدينة وعقد جمعية صناعية يكون صندوقها في ضمانتهم وينشر ذلك في الجرائد والطرقات وتنبعث في النبهاء في المجامع والقهاوي والبير واماكن الملاهي ترشد الاميين وتنصح القراء وتحثهم على معرفة صناديق الاقتصاد وابداعها المبلغ الجزئي الذي لايعز عليهم صرفه في اتلاف عقلهم واخذ ورقة سهام به فاذا تم في المبادي واردنا اخذ في العمل جمعنا من علماء الهندسة والصناعة الذين تربوا في المدارس من نثق بافكارهم ونتعقد امانتها وكلفناهم النظر في المحل الازم الى المعمل والصنف الذي نصنعه اولاً وارسلنا بعضهم الى اوروبا بالاستحضار الالات اللازمة والادوات وهذا يسهل جدا اذا سمع الضعفاء ان الاغنياء فتحوا محلاً يدخرون فيه الى الفقير مالاً يسد فيه دخله ويدفع به نوازي زمانه

فكيف مع هذا تتدعون الفقر وتلتمسون الاعذار الباردة وتدفعون عبب التقاعد والاهمال عم من قدم هذا العمل العظيم تالله اننا لفي نعمة ولكن لانعرف قدرة وفي ثروة ولكن لانحسن ادارتها وفي عزة ولكن لانحافظ عليها. ثم لانجد لنا حديثاً الا الطعن في عمالنا وتقبيح اهل المعارف فماذا تصنع لعمال اذا لم يتنبة الراي العام لجتماع كلمتهِ واحياء بلاده وماذا تفعل اهل المعارف اذا صرف الفقراء والمتوسطون نقودهم في الملاهي وفرح الاغنياء برص الجنيه في صناديق فضلاً عما تراه من السب وما تره من الايذاء وما تعامل به من الاهانة والاساءه ولو نظرنا الى الممالك المتقدمه في الثروة وبحثنا في مادة ثروتهم لوجدناها وحدة الاقتصاد وهيئة الاجتماع فان كل مملكة كائنة ما كانت تعجز عن تقدم جميع اممها لما هي مبتلاة به من الدفاع الخارجي والنظام الداخلي وما قوى سطوة الممالك العظيمة وايد كلمتها الا اممها المجدة في تعظيم الثروة فتعساً لقومٍ لايقلدون الا فيما يذهب بالمجد ويميت روح البلاد. وسحقاً لامة ترى باب النجاح مفتوحاً ولا تلجه وتباً لفئةٍ تمكنت من معدات الثروة

واهملتها اقول قولي هذا وفي الصدر زفرات وفي القلب حسرات واركم وجدتم في هذا