للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (فإن من الأسرار الإلهية ما يحرم إفشاؤه).

هذا منزع صوفي، قال أرباب المعرفة: قال تعالى (بلغ ما أنزل إليك) ولم يقل ما تعرفنا به إليك.

قوله: (والصابئون رفع بالابتداء وخبره محذوف والنية به التأخير).

قال الشيخ جمال الدين بن هشام في شرح الشواهد: قد يستبعد هذا التخريج لأنَّ فيه تقديم الجملة المعطوفة على بعض الجمل المعطوف عليها وإنما يتقدم المعطوف على المعطوف عليه في الشعر فكذلك ينبغى أن يكون تقديمه على بعض المعطوف عليه.

قال: ويجاب بأنَّ الواو للاستئناف كسائر الواوات المقترنة بالجملة المعترضة كقوله تعالى (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ).

قوله: (فإني وقيار بها لغريب).

هو لضابئ -بالضاد المعجمة والباء الموحدة بعدها همزة- ابن الحارث البرجمي بالجيم.

كان عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه حبس ضابياً هذا حين تعدى عليه فقال:

من يك أمسى بالمدينة رحله ... فإني وقياراً بها لغريب

وما عاجلات الطير يدنين بالفتى ... رشاداً ولا عن ريثهن يخيب

ورُبَّ أمور لا تضيرك ضيرة ... والقلب من مخشاتهن وجيب

ولاخير في من لا يوطن نفسه ... على نائبات الدهر حين تنوب

وفي الشك تفريط وفي الحزم قوة ... ويخطئ في الحدس الفتى ويصيب

ولست بمستبق صديقاً ولا أخاً ... إذا لم يعد الشيء وهو يريب

قال الشيخ جمال الدين بن هشام في شرح الشواهد: قوله (من يك) روي بالفاء وبإسقاطها على الجزم، وقوله (أمسى بالمدينة رحله): كناية عن السكنى بالمدينة واستيطانها، وقيار: اسم فرسه، عن الخليل، وقال أبو زيد: اسم جمله.

قال: والحذف في هذا البيت من الثاني، لأنَّ (غريب) خبر لأن لا للمبتدأ لاقترانها باللام، والتقدير: فإني بها لغريب وقيار كذلك، وقيل هو خبر عن الاسمين جميعا لأنَّ فعيلا يعبر به عن الواحد فما فوقه نحو (وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ).

<<  <  ج: ص:  >  >>