الإمام: اختلف في أن كفر الكافر الأصلي أقبح أم كفر المنافق؟
فقال قوم: الأصلي أقبح؛ لأنه جاهل بالقلب، كاذب باللسان.
وقال آخرون: بل النفاق؛ لأن المنافق أيضاً كاذب باللسان، فإنه يخبر عن كونه على ذلك الاعتقاد، مع أنه ليس عليه، وقد اختص بمزيد أمور منكرة.
منها: أنه قصد التلبيس، ورضي لنفسه بسمة الكذب، وضم إلى كفره الاستهزاء، والكافر الأصلي بخلاف ذلك (١).
قوله:(وقصتهم عن آخرها معطوفة على قصة المصرين)
قال الطيبي: يحتمل وجهين:
أحدهما: أن العطف من حيث حصول مضمون الجملتين في الوجود.
والثاني: أن الجهة الجامعة بين من محض الكفر ظاهرا وباطنا، وبين من أظهر الإيمان وأبطن الكفر التوافق في الكفر (٢).
وقال الشيخ سعد الدين: المراد أنه من عطف مجموع الكلام المسوق لغرض، على مجموع قبله، مسوق لغرض آخر، لا يشترط فيه إلا تناسب الغرضين، ولا يتكلف لجملة من هذا مناسبة مع جملة من ذلك.
ولا يرد باشتمال أحد المجموعين على ما لا يناسب المذكور في المجموع الآخر (٣).
وقال الشريف: أي ليس هذا من عطف جملة على جملة ليطلب بينهما المناسبة المصححة لعطف الثانية على الأولى، بل من عطف مجموع جمل متعددة مسوقة لغرض على مجموع جمل أخرى، مسوقة لغرض آخر، فيشترط فيه التناسب بين الغرضين، دون آحاد الجمل الواقعة في المجموعين.
قال: وهذا أصل عظيم في باب العطف، لم يتنبه له كثيرون، فأشكل عليهم الأمر في مواضع شتى (٤).
* * *
[قوله (والناس أصله أناس)]
قال ابن الشجري في " أماليه ": وزن أناس فعال، وناس منقوص منه عند أكثر