ورد في القرآن الكريم مرتين الأولى في سورة الحاقة والثانية في سورة التكوير والمشهور عند سادتنا المفسرين أن آية الحاقة يراد منها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وآية التكوير يراد بها سيدنا جبريل - عليه السلام - والآيتان سُبقتا بالقسم ففي الحاقة {فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (٣٨) وَمَا لا تُبْصِرُونَ (٣٩) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (٤٠)} وفي التكوير {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (١٦) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (١٧) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (١٨) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩)}. وتأمل في سورة التكوير أقسم الله تعالى بالكواكب وبالليل والنهار، وفي الحاقة أقسم ربُّ العالمين بكل شيء {فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (٣٨) وَمَا لا تُبْصِرُونَ (٣٩)} الليل والنهار، الدنيا والآخرة، الملك والملكوت، الخلق والخالق، ماذا بعدد يقال بعد ذلك.؟!! ولم يقسم ربُّنا - عز وجل - بعُمْرِ أحدٍ من خلقه إلا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قال تعالى {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (٧٢)}. والموضوع به كلام طويل لكن أختمه بلطيفة ذكرها الإمام ابن القيم. قال عليه سحائب الرحمة والرضوان ما نصه: فائدة: هل حجرة النبي صلى الله عليه وسلم أفضل أم الكعبة؟ قال ابن عقيل: "سألني سائل أيما أفضل حُجْرة النبيِّ صلى الله عليه وسلم الكعبة فقلت: إن أردتَ مجرد الحجرة فالكعبة أفضل وإن أردتَ وهو - صلى الله عليه وسلم - فيها فلا والله ولا العرش وحملته ولا جنة عدْنٍ ولا الأفلاك الدائرة لأنَّ بالْحُجْرة جسداً لو وُزن بالكونَين لرجح. اهـ (بدائع الفوائد. ٣/ ١٣٥ - ١٣٦). (مصحح النسخة الإلكترونية).