قوله:(ولأنه صار كالعلم من حيث أنه لا يوصف به غيره).
قال الكرماني: بالإجماع (١).
وقال الشيخ عز الدين ابن عبد السلام:" الفرق بين لفظ " الله " و " الرحمن " وإن كان كل واحد منهما لم تقع المشاركة فيه أن المنع في اسم الرحمن شرعي طرأ بعد الإسلام، بخلاف الآخر فإنه لم يتجرأ عليه أحد قبل الإسلام ولا بعده (٢).
* * *
تنبيه: ظاهر كلامه أن الرحيم يوصف به غيره، وهو المعروف، لكن أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن البصري أنه قال: الرحيم لا يستطيع الناس أن ينتحلوه (٣).
وظهر لي أن مراده المعرّف باللام، دون المنكر والمضاف.
قوله:(فيكون كالتتمة والرديف).
قال الطيبي: حاصله أنه من باب التتميم، لا من باب الترقي، والتتميم تقييد الكلام بتابع يفيد مبالغة.
قال: وظاهر كلام الإمام أنه من باب التكميل، وهو أن يؤتى بكلام في فنّ فَيُرَى أنه ناقص فيه، فيكمل بآخر، فإنه لما قال: الرحمن يوهم أن جلائل النعم منه، وأن الدقائق لا يجوز أن تنسب إليه لحقارتها، فكمل بالرحيم.
وينصره حديث " ليسأل أحدكم ربَّه حاجته كلها حتى شسع نعله (٤) ".