علم علم الفقهاء " الرفع، وفي قوله: " فإذا له صوت صوت حمار (١)" النصب؛ لإشعار النصب بالتجدد (٢) المناسب للأصوات (٣)، وإشعار الرفع بالثبوت الذي هو في العلم أمدح (٤).
وقال شيخنا العلامة محيي الدين الكافيجي: فإن قلت: ما معنى كون حمد العباد لله مع أن حمدهم حادث، ولا يجوز قيام الحادث بالله تعالى.
قلت: المراد منه تعلق الحمد به، ولا يلزم من التعلق القيام به، كتعلق العلم بالمعلومات، فلا يتوجه الإشكال أصلا.
قال: وقد أجاب عنه بعض الفضلاء بأن الحمد مصدر بناء المجهول، فيكون الثابت له هو المحمودية.
وقيل: إن اللام هنا للتعليل، بمعنى أن الحمد ثابت لأجل الله (٥). انتهى.
قوله:(وهو من المصادر التي تنصب بأفعال مضمرة).
زاد في " الكشاف ": " والمعنى نحمد الله حمدا (٦) ".
وقال أبو البقاء: تقديره هنا أحمد الحمد (٧).
وقال أبو حيان: تقديره أحمد الله، أو حمدت الله، فحذف الفعل وأقيم المصدر مقامه.
قال: وقدر بعضهم العامل للنصب فعلا غير مشتق من الحمد، أي اقرءوا الحمد لله، أو الزموا الحمد لله، كما حذفوه من نحو اللهم ضبعا وذئبا.
قال: والأوّل هو الصحيح، لدلالة اللفظ عليه.
قال: وفي قراءة النصب اللام للتبيين، كأنه قال: أعني لله، فلا تكون مقوية للتعدية، فيكون لله في موضع نصب بالمصدر؛ لامتناع عمله فيه، قالوا: سقيا لزيد، ولم يقولوا: سقيا زيدا، فيعملونه فيه، فدل على أنه ليس من معمول