للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والقاضي عياض (١)، واستعمله في خطبة " الشفا (٢) " وابن المنير، واستعمله في " الانتصاف (٣) " وفي خطبه المنبرية.

ونص الشيخ داود الباقلي (٤) في تأليف له على أن المالكية والشافعية اتفقوا على جوازه.

فإن قلت: سمعنا الإنكار ممن يزعم أنه متمذهب بمذهب أبي حنيفة رحمه الله. قلت: هو غير عالم بمذهبه، فلو رأى " شرح مجمع البحرين " لابن الساعاتي (٥) - خصوصا في باب الاستسقاء - لظلت عنقه لجوازه خاضعة، ولاعترف بجهله حيث أنكر ما قامت عليه الأدلة الساطعة.

ولأجل ذلك ألّفت في المسألة كتابا حافلاً (٦) فيه جمل من النصوص والنقول،


=وستين وأربعمائة. سير أعمال النبلاء ١٨/ ١٥٣ والديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب ٢/ ٣٦٧.
(١) هو عياض بن موسى بن عياض أبو الفضل اليحصبي السبتي، كان إمام وقته في الحديث وعلومه عالما بالتفسير وجميع علومه، فقيها أصوليا، عالما بالنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم، له إكمال المعلم في شرح صحيح مسلم، والشفا بتعريف حقوق المصطفى، توفي سنة أربع وأربعين وخمسمائة. الديباج المذهب ١/ ٢ ولشهاب الدين أحمد بن محمد المقري التلمساني كتاب: أزهار الرياض في أخبار عياض، في خمس مجلدات، ظريف مشحون بالفوائد.
(٢) انظر إكمال المعلم بفوائد مسلم ٦/ ١٨٠ والشفا بتعريف حقوق المصطفى ٢.
(٣) الانتصاف من الكشاف ١/ ١٣٣، ١٥٧.
(٤) لم أعرف عنه سوى أن له رسالة في جواز الاقتباس من القرآن، تسمى "اللطيفة المرضية" انظر في: شرح مقامات السيوطي ٢/ ٧٢٦ وكشف الظنون ٢/ ١٥٥٦.
(٥) هو أحمد بن علي بن تغلب مظفر الدين المعروف بابن الساعاتي، كان علامة بارعا، له البديع في أصول الفقه، ومجمع البحرين، وشرحه في مجلدين، توفي سنة أربع وتسعين وستمائة. الطبقات السنية في تراجم الحنفية ١/ ٤٠٠ وتاج التراجم فيمن صنف من الحنفية ١٦ وقد أحصى محقق البديع في أصول الفقه للمؤلف مخطوطات مجمع البحرين فبلغت أكثر من خمس عشرة مخطوطة.
(٦) واسمه: رفع الباس وكشف الالتباس في ضرب المثل من القرآن والاقتباس. طبع ضمن الحاوي للفتاوي ١/ ٣٩٩ - ٤٤١ وأحفل منه كتاب الاقتباس من القرآن الكريم، لأبي منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي في جزأين، إذ جمع فيه اقتباس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفصح العرب وأحسنهم بيانا، والسلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى زمان المؤلف من معاني القرآن وألفاظه في أمور معاشهم ومعادهم، وأداره على خمس وعشرين بابا، فجاء كتابا أحفل في بابه وأجمع لقضايا الاقتباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>