للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثال الأول - في غير المثل - قوله تعالى (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) [سورة الأنفال ١٨] فأثبت الرمية لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ لأن صورتها وجدت منه، ونفاها عنه؛ لأن أثرها فعل الله عز وجل، وكأنَّ الله هو فاعل الرمية على الحقيقة.

وقوله تعالى (ولكم في القصاص حياة) [سورة البقرة ١٨٠] للحياة قال الزمخشري: كلام فصيح؛ لما فيه من الغرابة، وهو أن القصاص قتل وتفويت للحياة، وقد جعل ظرفا ومكانا للحياة (١).

وفي المثل قول الحكم بن عبد يغوث: " رُبَّ رَمْيَةٍ مِنْ غَيْرِ رَام (٢) " أثبت الرمية، ونفى الرامي.

ومثال الثاني: ما في الحديث: " إن من البيان لسحرا (٣) " حكم بأن بعض البيان سحر، والمشبه مباح مندوب، والمشبه به حرام محظور.

وأما الثاني فإما أن يحصل فيه ألفاظ نادرة لا تستعملها العامة، نحو قول حباب بن المنذر (٤): " أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب (٥) " يضرب في المجرب الذي يستشفى برأيه وعقله، أو أن يكون فيه حذف، أو إضمار، كما في قوله: " رب رمية من غير رام " أي رب رمية مصيبة من رام مخطئ، أو مراعاة للمشاكلة، نحو: " كما تدين تدان " أي كما تجازي تجازى، أي كما تعمل تجازى، فسمى الابتداء جزاء، إلى غير ذلك.

وروى الميداني عن إبراهيم النظام (٦) قال: يجتمع في المثل أربع لا تجتمع

<<  <  ج: ص:  >  >>